عناوین:

موقف حاسم من أجل إرادة الشعب

AM:11:27:29/01/2025
424 مشاهدة
دلير درويش
+ -

في خطوة حاسمة تعكس التزاما بمطالب الشعب وإرادته، تم إغلاق جميع أبواب المفاوضات مع كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني بشأن تشكيل حكومة إقليم كوردستان. هذه الخطوة لم تكن خيارا سهلا، لكنها جاءت نتيجة مباشرة لغياب أي نية حقيقية للإصلاح أو لتحقيق تطلعات المواطنين الذين عانوا لعقود طويلة من الأزمات والتحديات السياسية والاقتصادية.

على مدار السنوات الماضية، خاض شعب كوردستان الكثير من التجارب السياسية، لكنه لم يجد في هذه القوى استعدادا جادا لتحقيق تغيير حقيقي أو تلبية المطالب المشروعة للناخبين.

لقد كانت هناك العديد من المبادرات، وتم تقديم أكثر من فرصة للحوار والتفاهم، لكن الطرفين لم يظهرا أي رغبة في السير نحو حلول تضمن مستقبلا أفضل للبلاد.

إن الإصرار على عدم التنازل عن حقوق الناخبين هو موقف مبدئي، يعكس رفض القبول بتسويات غير مجدية قد تؤدي إلى استمرار الأزمات وتكرار الأخطاء السابقة.

فالعمل السياسي لا يجب أن يكون مجرد لعبة مصالح بين القوى المتنفذة، بل يجب أن يكون التزاما أخلاقيا ومسؤولية تجاه المجتمع، وهذا ما دفعنا لاتخاذ هذا القرار الصعب ولكن الضروري.

إن التاريخ يسجل اليوم موقفا جديدا في المسار السياسي لإقليم كوردستان، موقفا يضع مصلحة الشعب فوق الحسابات الضيقة، ويرفض أن يكون شاهدا على مرحلة أخرى من الفشل السياسي.

فالتغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث طالما بقيت نفس القوى متمسكة بأساليبها التقليدية، دون رغبة في الإصلاح أو استيعاب دروس الماضي.

لقد آن الأوان لأن يكون للناخبين صوت أقوى، ولأن تترجم إرادتهم إلى قرارات جريئة تقود الإقليم نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، فالتاريخ لن يرحم من يتجاهل مطالب الشعب، ولن يسامح من يفرط في الفرص المتاحة لتحقيق التغيير المنشود.



 أ.دلير درويش 
المستشار الإعلامي والأكاديمية

البوم الصور