بعد أن كانت أربيل وبغداد قبلة تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 على المستوى الداخلي والخارجي، إلا أن حنانة النجف مقر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سحبت البساط من تحت العاصمتين، لتكون اليد المؤثرة في صنع المشهد السياسي العراقي الجديد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية الخامسة التي أجريت في شهر أكتوبر من العام الماضي.
في الآونة الأخيرة، شهدت الحنانة الكثير من الزيارات والاجتماعات المكثفة لزعماء وقادة الكتل السياسية، هذا بالاضافة إلى قيادات سياسية وعسكرية اقليمية مؤثرة في المشهد السياسي العراقي، أبرزهم قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني لوضع لمسات تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد وهي تشهد ولادة عسيرة حتى اليوم لانقسام البيت الشيعي على شطرين، الأول يقوده الصدر الحامل لراية الأغلبية السياسية، في إشارة واضحة منه لإقصاء غريمه نوري المالكي الذي يحمل الراية المعاكسة والداعي لحكومة توافقية على غرار الحكومات الأخرى.
مع ما تحمله الحنانة من تأثير سياسي، إلا أن المحلل السياسي مهند جواد يقر باستحالة أن تصبح بديلا عن بغداد، عازيا السبب إلى أن القرار السياسي في العراق ينطلق من العاصمة لتواجد الحكومة فيها، بالإضافة إلى أنها تضم جميع القوى والتيارات السياسية من المكونات الرئيسية الثلاثة في البلاد.
لايقف جواد عند هذا الحد، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيده أنه لايمكن لأي مدينة أخرى سواء كانت أربيل أو الأنبار أوغيرهما أن تكون بديلا عن بغداد في صنع القرار السياسي العراقي.
وفي وقت سابق من اليوم، نشرت وكالات أنباء عراقية عن زيارة لوفد رفيع المستوى يضم قادة مؤثرين من البيت الشيعي وهم فالح الفياض وهادي العامري للقاء الصدر في الحنانة، لتأتي هذه الزيارة بعد اتصال للصدر مع المالكي والحلبوسي وبارزاني، وهذا ما يفسر بأنها إشارة من الصدر لرفع الحظر عن كتلة دولة القانون للمشاركة في الحكومة الجديدة. هكذا يقول المحلل السياسي في حديثه لـNRT عربية.
وفيما يتعلق بالانسداد السياسي، فالمحلل السياسي يشير إلى اتفاق بالتسوية بين الأطراف الشيعية بخصوص منصب رئيس الوزراء مع الاحتفاظ بالاستحقاق الانتخابي في توزيع المناصب.