NRT عربية- صلاح حسن بابان
شهد الوضع الوبائي الخاص بالمتحور الجديد "أوميكرون" تصاعدا سريعا خلال الأيام الماضية بين الفئات العامة، ولكن الوضع بدأ أكثر اضطرابا بعد تسجيل عشرات الاصابات بين الكوادر الطبية، مما زاد من احتمالية أن يتراجع مستوى تقديم الخدمات الطبية للمواطنين من قبل المؤسسات الصحية، لفقدان خدمات الكثير من كوادرها وطواقمها، ليكون العراق مقبلا على واحدة من أكثر السيناريوهات قسوة ان بقي الحال على ما هو عليه.
تحذير وسرعة الاصابات
مثل المرات السابقة، تصدر وزارة الصحة تحذيراتها من خلال بيانات رسمية، لضرورة الوقاية من الفيروس القاتل مع ارتفاع سريع في نسبة الاصابات الموجبة والذي رافقه زيادة في أعداد الدخول للمستشفيات وبشكل تصاعدي أيضا.
تحذر الوزارة غير الملحقين بمخاطر عدم تلقيهم اللقاح المضاد بقولها أن "أغلبية الراقدين في المستشفيات حاليا هم من غير الملقحين"، وهذا يثبت التحذيرات المتكررة للوزارة في قابلية المتحور على الانتشار سريعا بين الأشخاص غير الملقحين.
واحدة من أخطر أعراض المتحور الجديد أنه "يسبب أعراضا متعددة وقد تصل الى حالات شديدة تستوجب دخول المستشفيات، مما يثير القلق من استمرار ارتفاع أعداد المصابين وما يسببه من مخاطر كبيرة على صحة المجتمع بأكمله وقابلية النظام الصحي على التعامل مع الجائحة وهو يعاني أزمات وتحديات في بناه التحتية.
ورغم اعلان الوزارة جاهزية مؤسساتها الصحية بشكل كامل للتعامل مع هذه الموجة الجديدة المتسارعة من حيث توفير كافة الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج المصابين والمستلزمات المختبرية المطلوبة في جميع مختبراتها العاملة لدوائر الصحة في جميع المحافظات، مع استمرار كافة المنافذ التلقيحية في اعطاء اللقاحات من الشركات العالمية الرصينة والمعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، إلا أن نقيب الممرضين العراقيين فراس الموسوي لايخفي من أن انتشار الفيروس بالشكل الحالي يزيد من احتمالية شل حركة تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.
فقدان الخدمات
وفي تعليق منه على خطورة الفيروس وقوته، الموسوي وفي حديثه لـNRT عربية، يقول أن "الفيروس أربك الوضع الصحي العام في جميع بلدان العالم وحتى المتطورة منها طبيا مع شبه انهيار للمنظومة الصحية فيها".
وبالاستناد إلى ذلك، يحذر الموسوي من فقدان الخدمة من مقدميها سواء كانوا كوادر طبية أو تمريضية وسيؤثر ذلك على تقديم الخدمات، وبالتالي سيكون بمثابة انذار خطر. داعيا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار كيفية الحفاظ على الملاكات من الاصابة أو تقليلها على الأقل.
ويكشف نقيب الممرضين عن تسجيل نحو 100 اصابة بين الكوادر الصحية في احدى المؤسسات بالعاصمة بغداد، محذرا في الوقت ذاته من ازدياد أعداد الاصابات بين الملاكات الطبية، وهذا ما يعني واقعيا تراجع مستوى تقديم الخدمات وسير العمل في المؤسسات الصحية أو أن لا تكون الطاقة الاستيعابية بالشكل المطلوب.