الحملة لإسكات شاسوار عبد الواحد وحركة الجيل
الجديد
بقلم: ئاریان تاوگۆزی – عضو البرلمان العراقي،
كتلة حركة الجيل الجديد
غالبًا ما يُعرض إقليم كردستان للعالم كمثال
على السلمية والديمقراطية، إلا أن الواقع المعيش يثبت عكس ذلك. خلف الشعارات
والخطابات الرسمية، قام الحزبان الحاكمان، الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) وحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP)، ببناء نظام سياسي لا
يقبل أي معارضة حقيقية.
شاسوار عبد الواحد: رمز المعارضة المستهدفة
لم يواجه أي سياسي في الإقليم ما واجهه شاسوار
عبد الواحد، رئيس حركة الجيل الجديد. فقد تميزت مسيرته بالتهديدات المستمرة،
والمضايقات، والهجمات المتكررة، ليس لانتهاكه القانون، بل لأنه تحدى أساليب السلطة
التقليدية في الإقليم.
من الرصاص إلى الاعتداءات
بدأت الحملة ضد شاسوار قبل دخوله البرلمان. ففي
أكتوبر 2013، تعرض لإطلاق نار في مدينة السليمانية وسط النهار، ولم يتم القبض على
الجناة.
وفي عام 2011، بعد أيام قليلة من انطلاق قناة NRT المستقلة التي أسسها، اقتحم مسلحون
مقرات القناة وأضرموا فيها النار. تبع ذلك سلسلة من الهجمات والتهديدات، شملت
مداهمات أسايش 2017 واعتقالات للصحفيين ومصادرة المعدات، إضافة إلى تهديد مكتب
القناة في دهوك بالحرق. كل هذه الأعمال كانت تهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة خارج
دائرة الحزبين الحاكمين.
القضاء أداة للسيطرة
على مدار السنوات، رفعت السلطات عشرات القضايا
ضد شاسوار، معظمها ذات دوافع سياسية تتعلق بتصريحاته العامة، منها ما هو سخيف
وواضح البعد السياسي.
آخر هذه القضايا وأكثرها خطورة، كان في 12
أغسطس 2025، عندما اقتحمت قوات أمنية موالية للاتحاد الوطني الكردستاني مكتبه
واعتقلته ونقلته إلى مكان مجهول. تتحمل الأحزاب الحاكمة كامل المسؤولية عن سلامته،
في ظل وضوح دوافع الاعتقال السياسية.
استهداف حركة الجيل الجديد
لم يكن شاسوار الهدف الوحيد. فقد تعرض أعضاء
الحركة للتهديد والاعتقال والاعتداء.
في أغسطس 2022، اعتُقلت أنا وعدد من النواب
والناشطين خلال احتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح والشفافية، وأحاطت بنا القوات
المسلحة، واحتُجزنا، وعوملنا وكأن التعبير عن الرأي جريمة.
كما تعرض النائب سيفان أميدي للاختطاف
والاعتداء الجسدي في يونيو 2025 بعد تصريحاته النقدية تجاه قيادة الـKDP، فيما يواجه باقي أعضاء الحركة مضايقات عند
نقاط التفتيش، واتهامات ملفقة، وحملات تشويه في الإعلام الخاضع لسيطرة الحزبين
الحاكمين.
نظام سياسي قائم على السيطرة
هذه الحوادث ليست معزولة، بل جزء من نظام:
• السيطرة
على السياسة: الحفاظ على السلطة بسحق المنافسين.
• السيطرة
على الإعلام: إسكات وسائل الإعلام المستقلة.
• السيطرة
على الأمن: استخدام الشرطة والقوات الأمنية كأدوات حزبية.
• السيطرة
على القضاء: ضمان أن يخدم النظام الحاكم السياسة وليس العدالة.
هذا ليس الديمقراطية التي يزعم الإقليم
الالتزام بها.
مناشدة المجتمع الدولي
بصفتي عضو البرلمان العراقي، أتحمل مسؤولية
الدفاع عن حقوق مواطنيّ، والشعب الكردي، وكل العراقيين المؤمنين بالديمقراطية.
أدعو شركاءنا الدوليين، وخاصة الولايات
المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة إلى:
1. إدانة
اعتقال شاسوار عبد الواحد والمطالبة بإطلاق سراحه فورًا.
2. الضغط
على الحزبين الحاكمين لوقف الاعتقالات السياسية.
3. دعم
الإعلام المستقل في الإقليم.
4. المطالبة
بقضاء مستقل ونزيه.
أهمية القضية
غالبًا ما يُستخدم "استقرار” الإقليم كذريعة
لتجاهل الانتهاكات، إلا أن الاستقرار بلا حرية مؤقت، ولا يمكن إسكات الناس إلى
الأبد. تجاهل العالم لما يحدث الآن سيؤدي لاحقًا إلى أزمة أعمق.
البقاء صامتًا ليس حيادًا، بل اختيار جانب
المعتدين على السلطة.
ستواصل حركة الجيل الجديد عملها بالوسائل
السلمية والديمقراطية، ولن تستسلم. لكننا بحاجة إلى وقوف المجتمع الدولي إلى
جانبنا. اعتقال شاسوار عبد الواحد ليس مجرد قضية شخص واحد، بل اختبار حقيقي لما
إذا كان إقليم كردستان سيصبح ديمقراطيًا بأكثر من مجرد اسم.
ئاریان تاوگۆزی
عضو البرلمان العراقي
كتلة حركة الجيل الجديد