أعلن رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، عن قرار عدم مشاركة التيار في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، مؤكدا على ضرورة أن يبتعد أنصاره عن الترشح أو التصويت في العملية الانتخابية.
وفي رده على أحد اتباعه حول المشاركة في الانتخابات النيابية العراقية المقبلة، قال الصدر: "ما دام الفساد موجودا فلن أشارك في أي عملية انتخابية عرجاء، لا هم لها إلا المصالح الطائفية والحزبية بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب".
وأشار الصدر، في بيان تلقى NRT عربية، نسخة منه، إلى أن ما يحدث في المنطقة من كوارث كان سببه "زج العراق وشعبه في محارق لا ناقة له بها ولا جمل".
وأضاف الصدر، أنه ما يزال يعول على طاعة قواعده الشعبية ومحبيه في التيار الوطني الشيعي، معتبرا أن "أي فائدة ترجى من مشاركة الفاسدين والتبعيين" في وقت يعاني فيه العراق من هيمنة القوى الخارجية والدولة العميقة على مفاصله.
واختتم بيانه بالدعاء "اللهم فافصل بيننا وبينهم وأنت خير الفاصلين".
وفي تعليقه على بيان الصدر، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، رافد العطواني، المقرب من التيار الوطني الشيعي، إن الصدر يرى أن العملية السياسية في العراق تتجه نحو الأفول بسبب الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، وأن المشاركة مع الطبقة السياسية الحالية لا تخدم عملية الإصلاح، مبينا، أن الصدر قد يكون يستشرف حدوث انهيار للعملية السياسية في العراق.
وتأتي هذه الخطوة بعد شهر من مطالبة الصدر أنصاره بتحديث بياناتهم الانتخابية، ما أثار توقعات بعودة التيار إلى العملية السياسية، لكن قرار عدم المشاركة جاء مفاجئا لهذه التوقعات.
يذكر أن التيار الصدري حقق 73 مقعدا في انتخابات العراق البرلمانية الأخيرة في أكتوبر 2021، لكنه قرر في يونيو 2022 الانسحاب من العملية السياسية وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة "حتى لا يشترك مع الفاسدين"، وقد قدم نواب التيار استقالاتهم من مجلس النواب العراقي بعد هذا القرار.
يستعد العراق لإجراء انتخابات تشريعية في أكتوبر 2025، في وقت يشهد الجدل حول القانون الانتخابي الجديد وتوسيع عدد مقاعد مجلس النواب لتتناسب مع نتائج التعداد السكاني في البلاد.
LF