عناوین:

تقرير أميركي يكشف عن خشية إيران من فقدان نفوذها في العراق

PM:01:23:12/03/2025

1440 مشاهدة

كشف تقرير أميركي مطول عن خشية إيران من خسارة نفوذها في العراق، وهو ما يعني فقدان أهم أوراق نفوذها في الشرق الأوسط والتي بنتها منذ ثورة 1979، وأصبحت مع مرور الوقت جزءا مما يعرف بـ"محور المقاومة"، وأداة رئيسية لطهران لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

التطورات الأخيرة غيرت المشهد الإقليمي بشكل ملحوظ، حيث فقدت إيران السيطرة على اثنتين من العواصم الأربع التي كانت تتباهى بها.

حرب إسرائيل ضد حزب الله أضعفت سيطرة الجماعة على بيروت، كما خسرت سوريا لصالح منافسين آخرين في المنطقة. وبالتالي، باتت أميركا أمام فرصة حقيقية لتغيير الأوضاع السياسية في العراق وتعزيز نفوذها.

العراق كأولوية إيرانية

وبحسب مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، يعد العراق أحد أهم البلدان بالنسبة لإيران، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاستراتيجية. فهو خامس أكبر منتج للنفط عالميا، ويعد منفذا لتجاوز العقوبات المفروضة على طهران.

كما تهيمن الميليشيات العراقية الموالية لإيران، مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، على أجزاء واسعة من الاقتصاد العراقي، مما يسمح لطهران بتمويل عملياتها في المنطقة عبر شبكات تمتد إلى النفط، والاتصالات، والسياحة الدينية، والبنية التحتية.

ورغم النفوذ الإيراني الكبير في العراق، فإن التطورات الأخيرة أظهرت مؤشرات على تراجع قبضتها. فقد امتنعت الميليشيات المدعومة من إيران عن مهاجمة القوات الأميركية منذ ديسمبر 2024، ما يشير إلى خشيتها من رد فعل واشنطن.

كما قدمت حكومة محمد شياع السوداني، المدعومة من إيران، عدة تنازلات للولايات المتحدة، مثل إطلاق سراح الباحثة إليزابيث تسوركوف، وتمرير تعديل مالي قد تم رفضه سابقا لصالح الأكراد المتحالفين مع أميركا، وحذف مذكرة اعتقال ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الاستراتيجية الأميركية لاحتواء إيران

وترى واشنطن أن هذه اللحظة تشكل فرصة لإضعاف النفوذ الإيراني في العراق دون اللجوء إلى التدخل العسكري المباشر، بل من خلال الدبلوماسية والعقوبات والعمليات الاستخباراتية.

وتعتبر تقليص الهيمنة الإيرانية على بغداد خطوة حاسمة لتعزيز الاستقرار في المنطقة وتقوية الحكم العراقي المستقل، وتحجيم الموارد المالية التي تعتمد عليها طهران لدعم وكلائها الإقليميين.

تستفيد إيران من العراق كمصدر أساسي للتمويل، خاصة في ظل العقوبات التي تعرقل صادراتها النفطية، فقد أصبحت بغداد سوقا سوداء للنفط الإيراني، حيث يتم تهريبه وإعادة تصديره على أنه نفط عراقي.

كما تستفيد طهران من الميليشيات المدعومة منها لسرقة الموارد، سواء عبر السيطرة على آبار النفط أو تأسيس شركات وهمية تحصل على وقود مدعوم من الحكومة العراقية.

إيران تخشى فقدان العراق

ولا تقتصر أهمية العراق لإيران على الاقتصاد فقط، بل تشمل أيضا الرمزية السياسية والدينية. إذ يشكل العراق عمقا استراتيجيا لإيران، حيث يسافر ملايين الإيرانيين سنويا للحج والأعمال.

وبالتالي، فإن أي تراجع للنفوذ الإيراني في العراق قد يؤدي إلى انعكاسات داخلية على استقرار النظام الإيراني نفسه، 
ورغم الفرصة المتاحة أمام واشنطن لتقليص نفوذ طهران في العراق، فإن إيران لا تزال تمتلك أدوات قوية للحفاظ على سيطرتها.

فهي قادرة على التأثير في الانتخابات العراقية، كما فعلت في 2018 عندما دعمت عادل عبد المهدي، وكذلك في 2021، عندما تمكنت من التلاعب بتشكيل الحكومة بقيادة السوداني على الرغم من خسارة الفصائل الموالية لها في الانتخابات.

استراتيجية أميركية جديدة

وترى الولايات المتحدة أنه لم يعد من الضروري دعم رؤساء الوزراء العراقيين الموالين لإيران كما فعلت في السابق خوفا من الفوضى أو عودة الإرهاب، ولذلك، يجب على واشنطن أن تعلن بوضوح عدم دعمها للسوداني، وعدم دعوته إلى البيت الأبيض.

كما يجب على الولايات المتحدة مراقبة الانتخابات العراقية المقبلة في أكتوبر 2025، وضمان شفافيتها ومعاقبة أي تدخل إيراني، ومن الضروري أيضا فرض خطوط حمراء واضحة أمام الحكومة العراقية والضغط على القادة العراقيين لمنعهم من الخضوع للمطالب الإيرانية.

وفرضت إدارة ترامب السابقة عقوبات على العراق لمنعه من شراء الكهرباء الإيرانية، واتخذت خطوات للحد من تجارة النفط غير المشروعة، ويمكن للإدارة الأميركية الحالية الاستمرار في هذا النهج للضغط على إيران.

وعلاوة على ذلك، فإن تقويض النفوذ الإيراني في العراق قد يمنح الولايات المتحدة ورقة ضغط في المفاوضات النووية مع طهران.



LF






البوم الصور