حذرت الاستخبارات الأمريكية مؤخرا إدارتي الرئيس السابق جو بايدن وخلفه دونالد ترامب من أن إسرائيل قد تقدم على استهداف منشآت نووية إيرانية خلال الأشهر المقبلة من عام 2025، في خطوة من شأنها تأجيج التوترات في المنطقة.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي.أن.أن"، فإن استعداد إسرائيل لاستخدام القوة العسكرية يتعارض مع توجه ترامب نحو التوصل إلى اتفاق سلام مع طهران، وسط مخاوف أمريكية من أن أي ضربة واسعة النطاق قد تشعل حربا شاملة في الشرق الأوسط.
وأشار تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن إسرائيل لم تتخل عن هدفها الأكبر، المتمثل في تغيير النظام في إيران، وأن خططها العسكرية المحتملة تتجاوز الغارات المحدودة التي نفذتها العام الماضي، والتي جاءت ردا على الهجمات الصاروخية الباليستية التي شنتها طهران بعد مقتل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله في بيروت.
ورغم تصريحات ترامب التي أعرب فيها عن تفضيله لاتفاق نووي على أي عمل عسكري مشترك مع إسرائيل، فإن الضغوط تتزايد على واشنطن لاتخاذ موقف واضح إزاء الطموحات الإسرائيلية، خاصة أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على تنفيذ ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني دون دعم أمريكي، سواء فيما يتعلق بالتزود بالوقود جوا أو استخدام القنابل المصممة لاختراق المنشآت النووية العميقة.
وأوضحت التقارير، أن إسرائيل تراقب نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الإيرانية، لكنها لم تحسم بعد ما إذا كانت ستلجأ إلى الضربات الجوية المباشرة أو الصواريخ البعيدة المدى.
ومع ذلك، يشير التقييم الاستخباراتي الأمريكي إلى أن أي هجوم من هذا النوع لن يؤدي إلا إلى تأخير طفيف في البرنامج النووي الإيراني، دون تحقيق هدفه النهائي.
وفي ظل هذا التصعيد، عين ترامب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإشراف على الجهود الدبلوماسية مع إيران، وسط تكهنات بأن النهج الأمريكي قد يتأرجح بين محاولات التهدئة واستيعاب الضغوط الإسرائيلية المتزايدة.
LF