نشرت شبكة بلومبيرغ تقريرا تناول مستقبل العراق في ظل تصاعد الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية المتوقع العام المقبل، مشيرة إلى أن المخاوف من وقوع العراق تحت النفوذ الإيراني بشكل كامل لا تستند إلى أسس تاريخية أو واقعية.
وأشارت الشبكة إلى آراء المؤرخين الغربيين، مثل روبرت دي كبلان، مؤلف كتاب ما بين النهرين: حضارة لخمسة آلاف عام، الذي أوضح أن تاريخ العراق يظهر قدرة شعبه على الحفاظ على خصوصيته السياسية والاجتماعية رغم التأثيرات الخارجية.
وأكد كبلان، على أن العراقيين تمكنوا عبر المراحل التاريخية المختلفة من مقاومة الضغوط الخارجية، سواء الإيرانية أو الغربية، دون المساس بوحدتهم وهويتهم الوطنية.
وأضاف التقرير، أن بعض القادة الأمريكيين يروجون لفكرة أن انسحاب القوات الأمريكية سيؤدي إلى وقوع العراق تحت النفوذ الإيراني بشكل كامل، إلا أن التاريخ يثبت عكس ذلك.
وأوضحت الشبكة، أن العراقيين، بمختلف طوائفهم، يمتلكون وعيا سياسيا واجتماعيا مكنهم من الحفاظ على وحدة بلادهم، مشيرة إلى أن العراق نجح في تجاوز محاولات التقسيم المذهبي والعرقي، خصوصا بعد عام 2006.
وتطرقت بلومبيرغ إلى مزاعم سيطرة إيران على الطائفة الشيعية في العراق، مؤكدة أن شيعة العراق ينظرون إلى أنفسهم ككيان مستقل عن التشيع الإيراني، ما يعزز من استقلالية القرار العراقي في مواجهة أي نفوذ خارجي.
يتزامن تقرير بلومبيرغ مع تصاعد النقاش في الولايات المتحدة حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
ففي حين يرى بعض المحللين أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى البقاء عسكريا لفترة غير محددة، يرى آخرون أن توجهات الرئيس الأمريكي قد تنتهي بسحب كامل للقوات.
اختتمت بلومبيرغ تقريرها بالإشارة إلى أن العراق يمتلك مقومات تاريخية وسياسية تضمن له الحفاظ على سيادته واستقلاله، حتى في ظل التحديات الإقليمية والدولية.
LF