عناوین:

زيارة السوداني.. نقطة تحول في العلاقات العراقية-البريطانية

PM:01:44:20/01/2025

172 مشاهدة

منذ لحظة هبوط طائرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في مطار "ستانستد" شرق العاصمة لندن، يكون قد مر 111 عاما على العلاقات العراقية - البريطانية، التي بدأت مع دحر جيش الدولة العثمانية في حامية البصرة عام 1914، واستمرت حتى عام 1918 بإخراج آخر جندي عثماني من كركوك، معلنة بذلك إنهاء خمسة قرون من السيطرة والاستبداد، هذه العلاقة التي بدأت بالاحتلال البريطاني، تطورت على مدار العقود لتأخذ شكلا مختلفا في العصر الحديث.

الزيارة التي قد تكون الأبرز في تاريخ العلاقات العراقية - البريطانية، بدأت بلقاء الملك تشارلز الثالث في قصر "وندسور" وانتهت بلقاء الجالية العراقية.

وخلال 96 ساعة، شملت الزيارة: عقد اجتماعات اقتصادية مكثفة مع أكثر من 46 شركة في مجالات متنوعة، وتوقيع 25 اتفاقا ومذكرة تفاهم في مجالات متعددة، إضافة إلى (33) نشاطا سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا، وفقا للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء.

ورافق السوداني وفد وزاري واقتصادي كبير ضم نحو 70 رجل أعمال ومستثمرا عراقيا، شاركوا في اجتماعات ثنائية ركزت على القطاعات الاقتصادية المختلفة.

الزيارة التي تزامنت مع واقع استثنائي يمر به الشرق الأوسط، شهدت لقاءات مهمة مع مسؤولين حكوميين وقادة مؤسسات مالية وصناعية وتقنية، إضافة إلى الشركات الكبرى المتخصصة في التسليح والأمن، الذي تشتهر به المملكة المتحدة عالميا.

في مجال الطاقة، التقى السوداني ممثلي شركات بريطانية كبرى، منها شركة "شل" النفطية، وشركة "ستيلر إينرجي" للطاقة، وكذلك شركة "تيكنب إينرجي" للطاقة.

كما التقى شركة (UGT) للطاقة المتجددة، وجنرال إلكتريك (GE)، وفي الزيارة أيضا تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة بريتش بتروليوم (BP) لتطوير استخراج النفط واستغلال الغاز المصاحب لعدة حقول تابعة لشركة نفط الشمال، مثل حقول "جمبور" و"كركوك"، و"باي حسن"، وحقل "خباز" .

هذه الخطوات تمثل نقلة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغاز وتوسيع الطاقة الإنتاجية والتصديرية من النفط ومشتقاته.

إضافة إلى ما تقدم، تضمنت الزيارة توقيع اتفاقية شراكة وتعاون واسعة مع المملكة المتحدة، وهذه الاتفاقية تشكل جوهر أهداف الزيارة، وتعزز العلاقات بين العراق والقوى الكبرى التي تملك حق "الفيتو" داخل مجلس الأمن الدولي. 

ليس مستبعدا أن تكون الزيارة قد تسببت بانتكاسة واضحة لدى بعض الأطراف في المنطقة أو حتى داخل العراق، خاصة من كان يروج لسيناريو أن العراق سيكون "الهدف التالي" بعد لبنان، إلا أن الحكومة العراقية أظهرت وعيا مبكرا بخطورة الدخول في صراعات المنطقة، وحرصت على تجنب الانزلاق في حرائقها المشتعلة.

هذا الموقف، الذي ترافق مع الدعم الإنساني والسياسي الواضح للبنان وفلسطين، أسهم في ترسيخ استقرار العراق، بعيدا عن السيناريوهات المدمرة التي شهدتها دول أخرى في المنطقة.

بعد أكثر من عام من التصعيد والمخاطر، أصبح موقف العراق أكثر وضوحا على المستوى الاستراتيجي. هذه الزيارة، التي جمعت بين النشاط الدبلوماسي والاقتصادي، عززت وحدة العراق واستقراره.

خلاصة القول: إن الزيارة تؤكد أن العراق، من خلال تبني سياسة خارجية متوازنة، قادر على تحقيق مصالحه الوطنية وتعزيز مكانته في الساحة الدولية.        


رئيس شبكة الإعلام العراقي
كريم حمادي





البوم الصور