عناوین:

الصين في العراق: مرتكزات القوة الناعمة والنفوذ الاستراتيجي

PM:12:44:20/01/2025

220 مشاهدة

أبرز معهد "كلينجينديل" الهولندي المتخصص في الشؤون الدولية مرتكزات القوة الناعمة للصين في العراق، مشيرا إلى محدودية دورها في إقليم كوردستان.

التقرير تناول النفوذ الصيني الذي يركز على تأمين مصادر الطاقة من النفط والغاز، وهو عامل يسهم في استقرار السلطة السياسية والاجتماعية في العراق.

النفوذ الصيني في قطاع الطاقة:
يشير التقرير إلى أن الهدف الرئيسي للصين في العراق هو ضمان تدفق آمن للنفط وتنويع وارداتها النفطية دون الاعتماد الكامل على بغداد. الصين تهيمن على قطاع النفط العراقي، حيث تساهم الشركات الصينية في استثمار وتطوير حقول النفط.

لكن التقرير يفيد بأنه من الممكن استبدال الصين كمشتر للنفط العراقي بسبب الطبيعة العالمية للقطاع النفطي، وبالرغم من ذلك، سيظل النفوذ الصيني مرتبطا بالحاجة المستمرة للنفط التي يتطلبها تطور الاقتصاد الصيني.

دور الصين في الاقتصاد والسياسة العراقية:
تسعى الصين إلى توسيع قوتها الناعمة في العراق من خلال استثمارات اقتصادية كبيرة، مشاريع "مبادرة الحزام والطريق"، وتمويل الصفقات الاقتصادية التي تحقق مصالح متبادلة.

وتسهم هذه الأنشطة في دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث يعتمد العراق على الإيرادات النفطية التي تمثل 85% من ميزانيته، وترى الحكومة العراقية والنخب السياسية في الصين شريكا اقتصاديا موثوقا يوفر فرصا متنوعة بعيدا عن الهيمنة الغربية.

الوجود الصيني في إقليم كوردستان:
أما في إقليم كوردستان، فالنطاق الرسمي للانخراط الصيني يعتمد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

الصين تجنب التورط في قضايا الحكم الذاتي أو الانفصال، لكنها تركز على الأنشطة الاجتماعية والثقافية مثل نشر الأدب والدراسات الصينية، إضافة إلى تقديم المنح الدراسية وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.

واستثمارات الصين في إقليم كوردستان تقتصر على النفط والغاز، بينما تتركز استثماراتها الأكبر في جنوب العراق.

التعاون الاستراتيجي طويل المدى:
منذ عام 2008، أقام العراق والصين شراكة استراتيجية، وقد ساعدت زيارات المسؤولين العراقيين إلى الصين في تعزيز هذه العلاقات.

هذا التعاون أفضى إلى أن تصبح الصين المصدر الأكبر للاستثمار الأجنبي المباشر في العراق، وأدى إلى زيادة كبيرة في صادرات النفط العراقي إلى الصين.

التحديات المستقبلية:
التقرير يختتم بالإشارة إلى أن استقرار العراق مهدد حاليا من قبل عدة عوامل مثل هشاشة المؤسسات، انتشار الجهات المسلحة، واحتمال ظهور الإرهاب مجددا.

في الوقت نفسه، تظل الصين شريكا مهما للعراق على المدى القصير، خصوصا في مجال الطاقة، لكن تطور العلاقات قد يتأثر بالتحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.




LF





البوم الصور