في تطور سياسي بارز، فاز رئيس محكمة العدل الدولية، نواف سلام، يوم الاثنين، في سباق رئاسة الحكومة اللبنانية، بعد أن حصل على دعم الأغلبية النيابية بواقع 70 صوتا.
بدأت الاستشارات النيابية في قصر بعبدا صباح الاثنين، بإشراف الرئيس جوزيف عون الذي تم انتخابه رئيسا للبلاد قبل أربعة أيام، منهيا فراغا رئاسيا استمر لعامين، شهد خلاله لبنان أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة.
وأسفرت الجولة الأولى من الاستشارات النيابية عن حصول نواف سلام على 12 صوتا، بينما نال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي 8 أصوات، بينها صوت النائب جميل السيد. وقد استمرت المشاورات حتى حصل سلام على الأغلبية المطلوبة، بدعم قوى معارضة ومستقلين.
نواف سلام، الذي يشغل حاليا منصب رئيس محكمة العدل الدولية، يتمتع بخبرة طويلة كدبلوماسي وأكاديمي، وسبق أن مثل لبنان في مجلس الأمن الدولي لمدة عشر سنوات.
خلفيات وتداعيات
- انقسام سياسي حاد: جرت الاستشارات وسط انقسامات بين القوى السياسية التقليدية والإصلاحية، حيث أعلنت كتلة "القوات اللبنانية" وكتل أخرى تأييدها لفؤاد مخزومي، بينما دعم تكتل "لبنان القوي"، "اللقاء الديمقراطي"، و"الاعتدال الوطني" ترشيح سلام.
- تأثير الميثاقية: مع عدم حصول سلام على أصوات الكتل الشيعية الكبرى، طرحت تساؤلات حول الميثاقية ومدى التمثيل الطائفي في الحكومة المقبلة.
- دور جنبلاط: الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أعلن دعمه لسلام، مع اعتذاره من ميقاتي، مما ساهم في ترجيح كفة سلام.
نبذة عن نواف سلام
نواف سلام، المولود عام 1953، قاض ودبلوماسي لبناني يتمتع بمسيرة مهنية مميزة. شغل منصب الممثل الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة لمدة عشر سنوات، ثم انتخب قاضيا في محكمة العدل الدولية عام 2018، ليصبح رئيسا لها عام 2024.
كما يواجه سلام تحديات كبيرة لتشكيل حكومة جديدة قادرة على التعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان.
ورغم ترحيب قوى سياسية محلية ودولية بتكليفه، يبقى تشكيل الحكومة واختيار الوزراء تحديا كبيرا وسط التباينات السياسية والطائفية.
SM