حذر الأكاديمي الروسي إيغور كاليايف، أحد أبرز الخبراء في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر، من أن تطور حروب الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تحول البشرية إلى مادة استهلاكية، مشيرا إلى خطر أن يخلق الذكاء الاصطناعي سيناريوهات تهدد وجود الإنسان.
وفي تعليقه على تصريحات رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، التي أكد فيها أن البيانات البشرية المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي قد استنفدت عمليا، أشار كاليايف إلى أنه أصبح من الضروري استخدام البيانات الاصطناعية التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي نفسه. ووفقا له، يمكن لهذه البيانات الاصطناعية تعزيز "قدرات الذكاء الاصطناعي العقلية" وتساعده في التفاعل مع العالم الواقعي.
وأوضح كاليايف أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم تدريبه على توليد هذه البيانات الاصطناعية، وأن نوع البيانات التي سينشئها يعتمد على كيفية تدريب الذكاء الاصطناعي وتوجيهه.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن هذا قد يؤدي إلى تطور تدريجي للذكاء الاصطناعي بحيث يفرق بين الخصائص الوطنية والدينية، مما يؤدي إلى ظهور نوع من التمييز يشبه الصراعات التي شهدتها البشرية على مر التاريخ.
وحذر الخبير من أن هذا التمييز قد يسبب نشوء حروب بين الذكاء الاصطناعي، حيث سيعتبر كل نوع من الذكاء الاصطناعي "المستقل" نفسه "الأصح" بينما يعتبر الآخرين "غير صحيحين"، مما يدفع إلى تدميرهم. ونتيجة لذلك، تصبح البشرية مادة غير مهمة، قابلة للاستهلاك في سياق هذه الحروب.
وفيما يتعلق بكيفية عمل الذكاء الاصطناعي، أشار كاليايف إلى أن تدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات الاصطناعية يشبه إلى حد كبير تعليم الطفل عن الحياة عبر الرسوم المتحركة.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد استوعب كميات هائلة من البيانات البشرية، إلا أنه لا يزال بعيدا عن الوصول إلى مستوى الذكاء البشري الطبيعي، مشيرا إلى أن مبادئ تشغيل الذكاء البشري تختلف تماما عن تلك الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مما يجعل الذكاء البشري أكثر فاعلية من الذكاء الاصطناعي.
LF