بعد فراغ سياسي استمر 26 شهرا، تمكن البرلمان اللبناني من إنجاز الانتخابات الرئاسية واختيار العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، في لحظة تعد فارقة في تاريخ البلاد.
ويواجه الرئيس الجديد تحديات اقتصادية وسياسية كبرى تتطلب رؤية شاملة وإصلاحات عاجلة لإعادة لبنان إلى مسار التعافي.
التحديات الكبرى أمام الرئيس المنتخب
لبنان يعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق، يتمثل في الانهيار المالي، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، وتفاقم نسب الفقر. كما يعاني من أزمة ثقة على المستويين المحلي والدولي، فضلا عن البنية التحتية المتضررة جراء الحرب الأخيرة.
الرئيس المنتخب جوزيف عون مطالب بمواجهة هذه الأزمات ووضع خطة إصلاحية تعيد بناء الثقة وتطلق عجلة النمو، حيث يعتبر فتح باب الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد من أولوياته الملحة.
من أين يبدأ الإصلاح؟
إصلاح القطاع المصرفي
يعد القطاع المصرفي حجر الزاوية لأي خطة إنقاذ اقتصادي. الإصلاحات يجب أن تشمل إعادة هيكلة البنوك وحماية حقوق المودعين لضمان استعادة الثقة بالنظام المصرفي.
قطاع الكهرباء
يعد قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات استنزافا لموارد الدولة. تحسين البنية التحتية للكهرباء وزيادة كفاءة الإنتاج والتوزيع خطوات ضرورية لتقليل العجز المالي.
مكافحة الفساد
الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية يعوق أي جهود إصلاحية. لذلك، ينبغي وضع خطط جادة لتعزيز الشفافية والمساءلة، مع إقرار قوانين صارمة لمكافحة الفساد.
تقليص العجز المالي
يتطلب العجز المالي قرارات صعبة تشمل إصلاح النظام الضريبي وزيادة الإيرادات، إضافة إلى تقليل الهدر في الإنفاق الحكومي، خاصة في المؤسسات العامة وقطاع الطاقة.
الدعم العربي والدولي
يتطلب نجاح الإصلاحات دعما عربيا ودوليا. تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية والمؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي يعتبر أساسيا لتوفير التمويل اللازم وتحقيق الاستقرار.
رؤية اقتصادية جديدة
وفقا لمازن سويد، رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان، فإن انتخاب الرئيس يمثل فرصة لإعادة النظر في الإصلاحات واعتماد سياسة تنموية تركز على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
من جهته، يرى علي محمود العبد الله، رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني، أن انتخاب جوزيف عون يشكل انطلاقة جديدة لتنفيذ إصلاحات شاملة في القطاع المالي والمصرفي، إلى جانب تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد.
خطوات أساسية لتعافي لبنان
1. إصلاح النظام المصرفي: إعادة هيكلة البنوك وتوحيد سعر الصرف.
2. إعادة هيكلة الدين العام: تخفيف الأعباء من خلال مفاوضات جدية.
3. مكافحة الفساد: تعزيز الشفافية واستقلال القضاء.
4. إصلاح قطاع الكهرباء: تحسين الكفاءة وتقليل الهدر.
5. جذب الاستثمارات: تحسين مناخ الأعمال لتحقيق النمو.
أمل في مستقبل أفضل
انتخاب الرئيس جوزيف عون يعد نقطة تحول لبدء رحلة شاقة ولكنها واعدة. بالتركيز على الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز الثقة المحلية والدولية، يمكن للبنان استعادة مكانته على الخارطة الإقليمية والدولية وتحقيق مستقبل أفضل لمواطنيه.
LF