شهدت أسعار النفط انخفاضا ملحوظا بنحو 3% في عام 2024، لتسجل تراجعا للعام الثاني على التوالي، مدفوعة بتوقف تعافي الطلب بعد الجائحة، والأداء الاقتصادي الضعيف في الصين، إضافة إلى زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج منظمة أوبك، مما خلق سوقا ذات إمدادات وفيرة.
في اليوم الأخير من التداول للعام، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتا (0.88%) لتصل إلى 74.64 دولارا للبرميل، كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعا بمقدار 73 سنتا (1.03%) ليستقر عند 71.72 دولارا للبرميل.
ورغم هذه الارتفاعات الطفيفة في اليوم الأخير، أنهى خام برنت العام منخفضا بنحو 3% عن إغلاقه النهائي في 2023 عند 77.04 دولار، فيما حافظ خام غرب تكساس الوسيط على استقرار نسبي مقارنة بتسويته النهائية العام الماضي.
تحديات تواجه السوق العالمية
في سبتمبر/أيلول، توقع المستثمرون أن تستقر أسعار النفط عند نحو 70 دولارا للبرميل بحلول عام 2025، بسبب ضعف الطلب في الصين وزيادة الإمدادات العالمية، مما يعوق الجهود التي تقودها أوبك+ لدعم السوق.
توقعات الطلب الأضعف، خاصة من الصين، دفعت منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية إلى خفض تقديراتهما لنمو الطلب على النفط لعامي 2024 و2025.
ورغم جهود أوبك+ لتأجيل خطط زيادة الإنتاج حتى أبريل/نيسان 2025، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن سوق النفط قد تدخل عام 2025 بفائض، ما يعكس استمرار الضغوط على الأسعار.
ارتفاع إنتاج النفط الأميركي
بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمقدار 259 ألف برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 13.46 مليون برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول، مدعوما بتعافي الطلب إلى أقوى مستوياته منذ الجائحة.
تواجه أسواق النفط العالمية مستقبلا مليئا بالتحديات، في ظل توازن دقيق بين العوامل المؤثرة في الطلب والإمدادات، مما يجعل مراقبة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية أمرا بالغ الأهمية خلال السنوات المقبلة.
LF