شهد العراق في عام 2024 سلسلة من الأحداث والتطورات المهمة على الصعيدين الأمني والسياسي، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية التي ألقت بظلالها على استقرار البلاد.
التصعيد الأمني:
بدأ العام بتصعيد هجمات من قبل فصائل عراقية مسلحة ضد المصالح الأمريكية، تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أثرت بشكل كبير على الأمن في المنطقة.
في 28 يناير 2024، نفذت "المقاومة الإسلامية في العراق" هجوما على قاعدة "البرج 22" بالقرب من الحدود الأردنية-السورية-العراقية، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين، وردت واشنطن باغتيال قادة كتائب حزب الله العراقية في بغداد في فبراير.
انسحاب القوات الأمريكية:
شهدت المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة تقدما في موضوع انسحاب قوات التحالف الدولي، حيث أعلن التحالف في سبتمبر 2024 عن إنهاء مهمته في العراق بحلول 2025، مع بقاء بعض القوات الأمريكية لدعم عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا.
تأثير الحرب في غزة:
تسببت الحرب المستمرة في غزة في تصاعد المخاوف من توسع الصراع الإقليمي، حيث تهدد الهجمات على المنشآت النفطية وطرق النقل في الشرق الأوسط بتأثيرات اقتصادية ضخمة، وهددت فصائل عراقية بمهاجمة منشآت الطاقة إذا استمر التصعيد.
تداعيات إقليمية:
على الرغم من محاولات العراق تجنب الانجرار إلى الحرب، تبادل عدد من الفصائل العراقية الهجمات على القوات الأمريكية، وأعلنت عن مسؤوليتها في الهجوم على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة.
وتفاقم الوضع الإقليمي بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في يوليو 2024، مما زاد التوترات بين إسرائيل وإيران، وعمق الانقسامات السياسية في المنطقة.
الوضع السياسي:
شهد العراق سلسلة من التسريبات الصوتية لمسؤولين عراقيين تكشف عن تفاصيل الصراع السياسي والفساد داخل الحكومة.
وتسبب ذلك في تأجيج الخلافات بين القوى السياسية، كما تراجعت الضغوط على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أصبح موقفه أقوى بعد التحديات السياسية في غزة ولبنان وسوريا.
التعداد السكاني:
أجرت الحكومة العراقية أول تعداد سكاني شامل منذ 37 عاما في نوفمبر 2024، حيث أظهرت النتائج أن عدد سكان العراق بلغ أكثر من 45 مليون نسمة.
تحديات البرلمان:
تعثر مجلس النواب في تمرير بعض القوانين الجدلية، مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية والعفو العام. كما انتخب البرلمان في أكتوبر 2024 النائب محمود المشهداني رئيسا للمجلس بعد إقالة محمد الحلبوسي.
التوجهات المستقبلية:
يواجه العراق تحديات كبيرة في 2025، بما في ذلك التعامل مع الأزمات الإقليمية والمحلية المعقدة، مع التطلعات إلى تحقيق استقرار سياسي وأمني وسط هذه التطورات المتشابكة.
LF