عناوین:

ما هو نوع السلاح الذي تحمله وجاوبته بكل وقاحة "كاميرا".. مازن حمادة الميت المتكلم

PM:02:18:11/12/2024

8032 مشاهدة

في مشهد يختصر سنوات من الألم والقهر، تداول ناشطون على مواقع التواصل صورا مروعة لجثث عشرات الضحايا الذين عثر عليهم في مستشفى حرستا بريف دمشق، بينهم الناشط السوري مازن حمادة، الذي لطالما حمل صوته قصص التعذيب والانتهاكات من قلب المعتقلات إلى العالم.  

مازن حمادة الذي صرح في فيديو يوثق جرائم نظام الاسد المتعطش للدماء قائلا انه عندما سالني المحقق ما هو نوع السلاح الذي كنت تحمله فأجبته بكل وقاحة كاميرا، ما أدر إلى تكسير ضلوع صدره من خلال التعذيب الوحشي نتيجة لجوابه الصريح في وجه الاستبداد .

رمز للمعاناة السورية
كان مازن حمادة، ابن محافظة دير الزور، شابا يعمل في قطاع النفط قبل أن تطيح به آلة القمع مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، نقل إلى معتقلات النظام، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب التي حفرت آثارها على جسده وروحه. لم تكن سنوات الاعتقال الثلاث كافية لإسكاته، فقد خرج إلى العالم ليحكي قصص المعتقلين والمختفين قسرا، ويكشف الستار عن "المسالخ البشرية" في سجون الأسد.  

الموت الذي لا ينسى
مازن، الذي أطلق عليه الناشطون لقب "الميت المتكلم"، عاش سنوات بعد الإفراج عنه وكأنه يحمل على عاتقه مهمة إيصال صوت الضحايا. كان ظهوره في المؤتمرات والأفلام الوثائقية بمثابة شهادة حية على الجرائم التي ترتكب خلف القضبان. لكن ما لم يتوقعه أحد، هو عودته إلى سوريا عام 2020، في خطوة غامضة انتهت باختفائه فور وصوله إلى مطار دمشق.  

وبعد أربع سنوات من الغياب، ظهر جسده بين عشرات الجثث التي تحمل آثار التعذيب، في صورة صادمة أعادت فتح جراح السوريين وأثارت موجة من الحزن والغضب.  

رحلة البحث عن العدالة
كانت شهادة مازن حمادة أمام العالم أقرب إلى وصية: "سأعمل على محاسبتهم، حتى لو كلفني الأمر حياتي". لم يكن يعلم أن كلماته ستتحقق بهذه الطريقة المأساوية. عاد إلى سوريا إما بحثا عن الأمان المفقود أو بسبب حالة نفسية دفعت به إلى اتخاذ قرار العودة، لكن النظام الذي أذاقه مرارة التعذيب كان بانتظاره لينهي رحلته المؤلمة على أرض الوطن.

صدى الرحيل
تعليقا على رحيل حمادة، كتبت الصحفية ورد نجار: "قتلوا مازن مرات ومرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة، ولكن جثته التي ظهرت اليوم لن تمحو ذكراه، بل ستخلدها للأجيال القادمة".  

هذه ليست مجرد قصة فردية؛ إنها حكاية آلاف المعتقلين الذين غيبهم الظلم، وقصة شعب لا تزال تطالب بالعدالة، سيبقى اسم مازن حمادة حيا في ذاكرة السوريين، رمزا للصمود وشاهدا على جرائم لا يمكن نسيانها.


SM





البوم الصور