أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقبل على شرق أوسط جديد يختلف بشكل جذري عن الشكل الذي شهدته المنطقة خلال ولايته الأولى.
وقالت الصحيفة، في تقرير تابعه NRT عربية، إن التعيينات الأخيرة التي أجراها ترامب في إدارته قد تشير إلى تغييرات غير متوقعة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وأبرز هذه التعيينات كان اختيار ستيفن ويتكوف لمنصب المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، وهو الذي يفتقر إلى خلفية دبلوماسية كبيرة، ما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة.
وبالرغم من ذلك، أشار ويتكوف وآخرون من المرشحين الذين اختارهم ترامب إلى دعمهم القوي لإسرائيل، ما قد يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة، أن المراقبين لترامب أصبحوا منذ فترة طويلة يدركون صعوبة التنبؤ بتوجهاته في السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
وأشارت، إلى أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 كان نقطة تحول حاسمة في المنطقة، حيث قلب الموازين وأدى إلى فترة من عدم اليقين.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل مدنيين في إسرائيل، بالإضافة إلى احتجاز رهائن فلسطينيين في غزة، أدى إلى تدمير العديد من الافتراضات التي كانت سائدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
هذا التغيير كان له تأثير بعيد المدى، حيث بدأ الاهتمام الدولي بقضية إقامة دولة فلسطينية في التصاعد، بعد أن كانت قد تم إهمالها لفترة طويلة، في الوقت ذاته، اعتبرت الصحيفة أن توازن القوى بين إسرائيل وإيران قد شهد تغييرات كبيرة منذ الهجوم.
فعلى الرغم من أن الطرفين كانا يتعاملان بحذر في الماضي، حيث تجنبوا اندلاع حرب شاملة، إلا أن التطورات الأخيرة – مثل الغارة الجوية الإسرائيلية على منشأة دبلوماسية إيرانية في سوريا والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل – قد زادت من حدة التوترات، ما دفع إيران إلى تنفيذ هجمات صاروخية على إسرائيل في تصعيد غير مسبوق.
وفيما يتعلق بإستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، أشار التقرير إلى أن البعض كان يعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق اتبع ما يعرف بـ"استراتيجية الرجل المجنون"، وهي تقوم على فكرة أن التهديدات غير المنتظمة والمفاجئة قد تدفع الخصوم إلى التراجع خوفا من العواقب المحتملة.
وفي النهاية، قالت الصحيفة، إن إدارته الثانية قد تشهد تغييرات جذرية في نهج الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، ما قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية ويؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي والعسكري في المنطقة.
LF