أصبحت المكملات الغذائية جزءا مهما من صحة الإنسان، ومع الاعتماد الكبير عليها كمصادر خارجية للمغذيات، يستحسن أن يتعرف المرء على كيفية استهلاكها، والمعادن الأخرى التي يجب أن تقترن بها، ومتى وبأي كمية يجب تناولها.
وبحسب ما نشرته Times of India، يمكن أن يؤدي تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي إلى إلحاق الضرر بالجسم، والتسبب في آثار جانبية غير ضرورية، مما قد يجعل أضرارها أكثر من فوائدها.
العلاقة بين فيتامين D والمغنيسيوم
من بين أكثر المكملات الغذائية شيوعا يأتي فيتامين D والمغنيسيوم، حيث تؤثر العلاقة بينهما على العديد من جوانب صحة الإنسان.
فبينما يعتبر كل من المغذيين ضروريا بشكل فردي، فإن تأثيراتهما المشتركة تصبح أقوى عند العمل معا. يلعبان دورا حاسما في دعم صحة العظام، ووظيفة المناعة، وصحة القلب والأوعية الدموية، والعديد من العمليات الفسيولوجية الأخرى.
فيتامين D: ضروري للعظام
فيتامين D هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يلعب دورا رئيسيا في امتصاص الكالسيوم، مما يجعله ضروريا للحفاظ على قوة العظام والأسنان.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مهما لوظيفة المناعة، وقوة العضلات، وتنظيم الالتهابات. يعرف فيتامين D باسم "فيتامين أشعة الشمس"، حيث ينتج في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس.
يوجد فيتامين D في شكلين رئيسيين: D2 (إرغوكالسيفيرول) وD3 (كوليكالسيفيرول)، حيث يعتبر الشكل الثالث أكثر فعالية في رفع مستويات الفيتامين في الدم.
ولتنشيط فيتامين D في الجسم، يحتاج إلى المرور بعمليتي هيدروكسيل، أولا في الكبد ثم في الكلى، حيث يلعب المغنيسيوم دورا حاسما كعامل مساعد في الإنزيمات المسؤولة عن هذه التفاعلات.
المغنيسيوم: دور حيوي
يعتبر المغنيسيوم ضروريا لوظيفة الأعصاب، واسترخاء العضلات، وتنظيم ضغط الدم، وتخليق البروتينات والحمض النووي. كما يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على إيقاع القلب الصحي وتنظيم مستويات السكر في الدم.
يتمتع المغنيسيوم بعلاقة فريدة مع فيتامين D، حيث لا يساعد فقط في تحويل فيتامين D إلى شكله النشط، بل يساعد أيضا في تنظيم مستويات فيتامين D في الجسم.
بدون كمية كافية من المغنيسيوم، قد يكافح الجسم للاستفادة من فيتامين D بشكل صحيح، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة والمخاطر الصحية المحتملة.
تنظيم الكالسيوم
يلعب المغنيسيوم دورا آخر في تنظيم الكالسيوم داخل الجسم. يسهل فيتامين D امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ولكن بدون كمية كافية من المغنيسيوم، قد يتراكم الكالسيوم داخل الأنسجة الرخوة بدلا من ترسبه في العظام حسب الحاجة.
يتسبب ترسب الكالسيوم في حدوث مشاكل صحية، مثل التكلس في الشرايين والأنسجة الرخوة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بينما يضمن فيتامين D امتصاص الكالسيوم في مجرى الدم، يضمن المغنيسيوم ترسب الكالسيوم بشكل صحيح في العظام والأسنان. يمكن أن يؤدي نقص أي من المغذيات إلى ضعف وهشاشة العظام، مما يؤدي إلى حالات مثل هشاشة العظام.
تعزيز الجهاز المناعي
يلعب فيتامين D والمغنيسيوم أيضا دورا في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي؛ حيث يعد فيتامين D معدلا للمناعة، مما يقلل من الالتهابات وأمراض المناعة الذاتية.
يعتقد أن المغنيسيوم له تأثير مضاد للالتهابات، مما يمنع الالتهاب الحاد من التحول إلى مزمن، وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض متعددة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والاضطرابات العصبية التنكسية.
عندما يعمل فيتامين D والمغنيسيوم معا، يحصل الجسم على استجابة مناعية أفضل.
LF