عناوین:

الحكومة العراقية تشكل لجنة للرد على تقرير الأمم المتحدة بشأن تنفيذ أحكام الإعدام

PM:06:07:28/06/2024

280 مشاهدة

وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، بتشكيل لجنة تتولى إعداد الرد الرسمي الموثق للحكومة على ما جاء في تقرير المفوض السامي، الذي يكرس متابعته لتنفيذ عقوبة الإعدام.
 
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوداي، في بيان تلقى NRT عربية، نسخة منه، إن "الحكومة اطلعت على تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الصادر في 27 حزيران 2024، الذي يكرس متابعته لتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الإرهابيين المحكومين وفق القانون العراقي النافذ، الذين جرى تصديق الأحكام القضائية القطعية بحقهم".

وأضاف العوداي، أنه "من أجل صياغة صورة شاملة غير مجتزأة، وواضحة وشفافة في مجال تنفيذ القانون، ومراعاة حقوق الإنسان في جميع مراحل الإجراءات القانونية والتنفيذية، فضلا عن الإجراءات القضائية المستقلة، وجه رئيس الوزراء بتأليف لجنة تتولى إعداد الرد الرسمي الموثق للحكومة على ما جاء في تقرير المفوض السامي".

وأشار، إلى أن اللجنة مكونة من "وزير العدل، ومستشار رئيس الوزراء لحقوق الإنسان ورئيس دائرة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، وممثل عن رئاسة الجمهورية، وممثل عن الادعاء العام، وممثل عن لجنة حقوق الإنسان النيابية بصفة مراقب".

وتعمل اللجنة، على "إيضاح كل الزوايا المتعلقة بما ورد في التقرير من معلومات، والمصادر التي استقى منها التقرير استنتاجاته، بما فيها المراحل الزمنية المتداخلة للأحكام القضائية المنفذة، التي لا يغطيها التقرير في فقراته".

ولفت، إلى أن "الحكومة انتهجت مسار تنفيذ مبادئ حقوق الإنسان، وتبني المعايير الإنسانية في إمضاء العدالة وتنفيذ الأحكام وفقا للقانون المستند إلى العدالة الإلهية، وما أقره مجتمعنا عبر مؤسساته التشريعية الدستورية، مضيفا: ومضينا في هذا المبدأ، رغم سعة الجرائم التي ارتكبها الإرهاب بحق أبناء شعبنا، ورغم الهجمات الوحشية التي حصدت أرواح مئات الآلاف من الأبرياء، وضربت مثلا غير مسبوق بالتفنن في الجريمة والإيغال بدماء العزل".

وبين، أن "خيار التمسك بمبادئ حقوق الإنسان خيار شرعي وأخلاقي وقانوني، جرى تأكيده في البرنامج الحكومي، عبر جملة إجراءات تنفيذية، وتوجيهات وتطبيقات عززت من سيادة القانون، ودعمت حق المتهمين في الدفاع، وحق المجني عليهم والحق العام للمجتمع، في الاقتصاص وفق القانون".

وأورد المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في تقرير نشر أمس الخميس، أن خبراء في مجال حقوق الإنسان قالوا إن "عمليات الإعدام المنهجية التي تنفذها الحكومة العراقية ضد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بناء على اعترافات مشوبة بالتعذيب، وبموجب قانون غامض لمكافحة الإرهاب، ترقى إلى مستوى الحرمان التعسفي من الحياة بموجب القانون الدولي وقد ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية".

وعبر عن قلقه "إزاء العدد الكبير من عمليات الإعدام التي تم الإبلاغ عنها علنا منذ عام 2016، والتي بلغ مجموعها ما يقرب من 400، بما في ذلك 30 حالة إعدام هذا العام، والالتزام السياسي الصريح بمواصلة تنفيذ أحكام الإعدام، في تجاهل تام للمخالفات المبلغ عنها في إدارة العدالة، وحالات الاختفاء القسري والاعترافات الملوثة بالتعذيب التي أدت إلى هذه الأحكام غير العادلة" قال المقررون".

ولفت التقرير إلى إمكانية توسع عمليات الإعدام، مبينا أن "مع البيان الرسمي بوجود 8000 سجين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في العراق، قال الخبراء إنه عندما تكون عمليات الإعدام التعسفية على نطاق واسع ومنهجي، فإنها قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مما ينطوي على مسؤولية جنائية لأي مسؤول متورط في مثل هذه الأفعال، سواء بشكل مباشر أو عن طريق الموافقة".

ولفت إلى أن "الدول التي أبقت عقوبة الإعدام، مثل العراق، لا تعفى من التزاماتها بموجب القانون الدولي، الذي يقصر تطبيق عقوبة الإعدام على (أشد الجرائم خطورة)، أي القتل العمد".

وتابع، "إننا نصر على أن معظم الجرائم المفصلة في المادتين (2) و(3) من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 والتي يحكم على أساسها الأشخاص بالإعدام، لا ترقى إلى مستوى (الجرائم الأشد خطورة) مما يجعل عمليات الإعدام هذه تعسفية بطبيعتها" مشيرا إلى أن "الخبراء قالوا إن الاستخدام السياسي المزعوم لأحكام الإعدام، وخاصة ضد الذكور العراقيين من السنة، أمر مثير للقلق العميق".

وأردف التقرير، أنه "لا يقصر الأمر على تعرض السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لألم ومعاناة نفسية شديدة بسبب عدم توفر معلومات حول تاريخ تنفيذ الإعدام فحسب، بل يقال أيضا إنهم يتعرضون للتعذيب ويعانون من أشكال أخرى من سوء المعاملة في سجن الناصرية سيء السمعة، بما في ذلك عدم الحصول على الغذاء الكافي ومياه الشرب النظيفة، كما يحرمون من الرعاية الطبية للأمراض الخطيرة والمعدية، مما يؤدي إلى الوفاة المبكرة أثناء الاحتجاز".

وقال الخبراء: "نشعر بالفزع إزاء أعداد الوفيات التي تم الإبلاغ عنها في سجن الناصرية بسبب التعذيب وظروف الاحتجاز المؤسفة. وإننا نذكر حكومة العراق بمسؤوليتها عن وفاة السجناء، بموجب القانون الدولي، إلى أن يتم دحض هذه المسؤولية، من خلال تحقيق شامل ونزيه، بما يتوافق مع المعايير الدولية ذات الصلة، التي تتجلى في بروتوكول مينيسوتا للتحقيق في جرائم القتل المحتملة غير القانونية (2016)".

وحث الخبراء مرة أخرى الحكومة العراقية على الوقف الفوري لجميع عمليات الإعدام، وضمان إعادة محاكمة السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بشكل عادل، ولا سيما المتهمين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، والبدء على الفور في تحقيقات شاملة ونزيهة في جميع مزاعم الاختفاء القصري والتعذيب وسوء المعاملة، وفقا للمعايير الدولية. ويجب أن تكون النتائج متاحة للجمهور.

وأكد التقرير، على أنه "الخبراء أبلغوا الحكومة بتلك المخاوف وأكدوا استعدادهم للعمل مع السلطات العراقية بهدف إنهاء هذه الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة وتقديم التعويضات للضحايا وأسرهم".



LF






البوم الصور