دعا تقرير نشر في مجلة "The National Interest" الأمريكية، العراق والكويت إلى ضرورة التوصل إلى حل لنزاعهما الحدودي، وأكد التقرير أن من أبرز المعوقات التي تواجه هذا الحل هو عدم الاستقرار العراقي والتدخلات الإيرانية.
وفي 30 تموز/يوليو، بدأ وزير الخارجية الكويتي سالم الصباح زيارة حاسمة إلى بغداد والتقى بنظيره العراقي فؤاد حسين ورئيس الوزراء العراقي اللاحق محمد شياع السوداني، حيث هدفت الزيارة إلى معالجة العلاقات الثنائية بين البلدين والتعامل بشكل عاجل مع النزاع الحدودي البحري الطويل الأمد حول ممر خور عبد الله المائي.
كما أن، "النزاع الحدودي بين العراق والكويت يمتد لقرون وقد شهد صراعات وتدخلات استعمارية ومنافسة على الحدود الحالية بين البلدين"، وحتى قبل اكتشاف النفط، كان هذا النزاع مصدرا مستمرا للجدل.
وعلى الرغم من توقيع الاتفاقيات والاعتراف بالكويت في الماضي، إلا أن الحكومات العراقية المختلفة لم تتنازل قط عن مطالباتها بأجزاء من الأراضي الكويتية.
وتحمل هذه الزيارة الدبلوماسية أهمية خاصة نظرا لتزامنها مع الذكرى الثالثة والعشرين للغزو العراقي للكويت عام 1990، والذي لا يزال صداه يتردد في ذاكرة المنطقة، وتأتي الزيارة أيضا في سياق تحولات عميقة في السلطة الداخلية في العراق.
وآثار هذه التطورات على الاستقرار الإقليمي جديرة بالملاحظة، حيث يمكن أن "تؤثر على المشهد الجيوسياسي المستقبلي"، وفي ضوء هذه الديناميات المعقدة، يكتسب حل النزاع الحدودي البحري أهمية متزايدة، مما يؤكد الحاجة الملحة لكلا البلدين لإيجاد حل بناء ودائم.
كما أن النزاع يتعلق بمصب نهر خور عبد الله الذي يمتلك أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يشكل ممرا حاسما لـ80 في المائة من واردات وصادرات العراق.
ومنذ عام 2003، تم توقيع عدة اتفاقيات بين بغداد والكويت لمحاولة حل هذا النزاع، وتضمنت هذه الاتفاقيات جهود الملاحة التعاونية والتدابير الأمنية لحماية المنطقة، ومع ذلك، كان التنفيذ في بغداد بطيئا في كثير من الأحيان، متأثرا بالاعتبارات التجارية والعوامل الجيوسياسية.
وفي المستقبل، يهدف العراق إلى استكمال ميناء الفاو الكبير بحلول عام 2028، والذي من المتوقع أن يكون الأكبر في الشرق الأوسط. ومع ذلك، من غير المحتمل أن يغير هذا المشروع بشكل كبير وجهة نظر النخبة السياسية العراقية بشأن خور عبد الله، مما قد يؤدي إلى استمرار الخلاف بين العراق والكويت لفترة طويلة.
LF