عناوین:

الشعب يريد انتخاب 'الخالة'!!

PM:04:23:20/09/2021
3752 مشاهدة
علي حسين
+ -

في خضم الأخبار المضحكة للعديد من المرشحين ووسط شعار "نريد إعادة الدولة" الذي أطلقته جهة سياسية حكمت ثمان سنوات ولا تزال تتحكم بمؤسسات الدولة، ثمة أفعال وأخبار تبدو ساذجة، إلا أنها تدعو إلى الضحك والترفيه عن النفس، على رأس هذه الأخبار البهيجة الفيديو الذي نشره "المناضل" أحمد الجبوري "أبو مازن" والذي يدعونا فيه جميعا إلى انتخاب "خالته" ومن المؤمل أن يجعلها تكتسح البرلمان،
وقبل أن يعلن "أبو مازن" ترشيح خالته كانت الجماهير تغني "أبو مازن هيبه وحياك.. كل الدنيا تسولف بيك".. الفيديو الذي شاهدته للسيد "أبو مازن" على مواقع التواصل الاجتماعي، أخرجني من حالة الكآبة التي أعاني منها منذ غياب صاحب السبع صنائع علي الدباغ، وجعلني أعترف بأن في هذه البلاد ما يضحك على طريقة عمنا المتنبي، فوصف الضحك الذي أثاره فيديو أبو مازن "بأنه ضحك كالبكاء"، ولا أدري إن كان المتنبي سيقابلنا في الآخرة ليضحك ملء قلبه على فشلنا .
وقبل أن أترككم مع حديث أبو مازن الذي بشرنا فيه بأنه سيجعل نواب البرلمان الجديد يبكون ندما، أعلن توبتي عن متابعة ساستنا الأشاوس، وأدعوا جميع العراقيين للتوقف فورا عن قراءة ومتابعة أخبارهم، كما أعتذر لكل القراء لأنني حاولت يوما أن أوهمهم بأن هناك في العراق تجربة ديمقراطية تمخض عنها مجلس نواب منتخب، وأن هذا المجلس يمارس دوره الرقابي بكل الإخلاص والمثابرة.
أعود إلى أبو مازن وصورته مع "خالته" والتي نزلت بردا وسلاما على أفئدة العراقيين، التي تشبعت بما يكفي من أسباب الحزن والألم، ذلك أننا جميعا لم نكن نعرف أن هناك من يصر على أن يواصل الليل بالنهار ليعمل من أجل العراق، حتى كشفت لنا المثابر "أبو مازن" هذا السر الخطير والذي يقول إن جهوده أثمرت في النهاية تأسيس اتحاد انتخابي يضم "أبو مازن واقاربه " سيسطرون معا ملحمة من ملاحم الكفاح والنضال في سبيل إنقاذ هذا الشعب، من براثن التخلف والجهل والأمية والسير به نحو عراق أكثر تماسكا واتحادا بفضل شركة "أبو مازن" المتحدة، صاحبة آخر صيحة في حملات انتخابات مجلس النواب، التي قرر ساستنا أن يجعلوها عائلية خشية من دخول الغرباء وإفساد طعم التجربة الديمقراطية في العراق.
ليس لنا اعتراض على أن تترشح إحدى قريبات أبو مازن في انتخابات البرلمان، فهذا حق كفله له الدستور، لكن من غير المعقول أن تتحرك على اعتبارها خالة الزعيم، وفي الوقت نفسه يعتبرها رقما صعبا في الانتخابات القادمة.
شكراً للسيد أبو مازن على هذه الطرفة، حيث أمتعنا وسط بحر من الخطب والشعارات، التي أصابتنا بالكآبة والوجوم ..

البوم الصور