أكدت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، ضرورة التزام السلطات المؤقتة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية، مشيرة إلى قلق واشنطن من تصاعد أعمال العنف الطائفي في مناطق الساحل السوري.
وفي كلمة ألقتها أمام مجلس الأمن الدولي، شددت شيا على دعم واشنطن لجهود المبعوث الأممي غير بيدرسون واللجنة المستقلة للتحقيق في سوريا، مؤكدة أهمية محاسبة مرتكبي أعمال القتل الجماعية في غرب البلاد واتخاذ تدابير لمنع تكرارها.
وحثت شيا السلطات المؤقتة على الانخراط في عملية سياسية شاملة تضم جميع المكونات السورية، بما في ذلك الكورد، العلويون، الدروز، والمسيحيون، لضمان تمثيل واسع في المرحلة الانتقالية.
كما أعربت عن قلق الولايات المتحدة إزاء بطء التقدم في صياغة مسودة الدستور الدائم، مطالبة بتمثيل أوسع للأطياف السورية داخل اللجنة الدستورية الجديدة.
وأوضحت، أن عدم تحقيق تمثيل متوازن في صياغة الدستور قد يؤدي إلى استمرار الانقسامات والصراعات الداخلية، مما يهدد استقرار البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
كما شددت شيا على ضرورة إبعاد المقاتلين الأجانب من سوريا وحل أي وحدات عسكرية تضم عناصر أجنبية، معتبرة أن الاشتباكات الأخيرة في مناطق الساحل السوري تعكس مخاطر استمرار وجود هؤلاء المقاتلين.
وفيما يخص المخاوف من عودة الإرهاب، أكدت الدبلوماسية الأمريكية أن هناك 8200 مقاتل محتجز في معسكرات تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مشيرة إلى ضرورة وضع إطار أمني واضح لضمان استمرار احتجازهم ومنعهم من الفرار.
وأدانت شيا محاولات حزب الله وإيران لزعزعة الاستقرار عند الحدود اللبنانية-السورية، داعية السلطات المؤقتة في سوريا إلى التنسيق مع الحكومة اللبنانية لمنع تحول المنطقة إلى ساحة نفوذ جديدة للقوى المدعومة من طهران.
كما دعت الدول التي لديها مواطنون في مخيمي الهول وروج إلى استعادتهم فورا، محذرة من أن المخيمين أصبحا بؤرة لتجنيد جيل جديد من المتطرفين.
واختتمت شيا كلمتها بالتأكيد على أن سوريا تمر بمرحلة حساسة بعد سقوط نظام الأسد، مشيرة إلى أن القادة المؤقتين يتحملون مسؤولية بناء دولة مستقرة وتحقيق المصالحة الوطنية.
وأكدت، على أن واشنطن ملتزمة بمساعدة السوريين على تحقيق السلام وإبعاد البلاد عن التأثيرات الخارجية، داعية مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لدعم السوريين في إعادة بناء وطنهم وتحقيق مستقبل مستقر وسلمي.
LF