يؤكد الملياردير التقني إيلون ماسك أن مستقبل الطاقة يكمن في الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن الحل الجذري لأزمة الطاقة العالمية يتجلى في مفهوم "مقياس كارداشيف"، وهو مؤشر يقيس تطور الحضارات بناء على استهلاكها للطاقة.
ويرى ماسك أن بناء نظام هائل للطاقة الشمسية، محاطا بهيكل كروي، يمكن أن يغذي كوكب الأرض بالكامل بالطاقة، ما يمهد لعصر جديد من الاستدامة في توليد الطاقة.
وقد أعاد ماسك التأكيد على رؤيته هذه من خلال تغريدة حديثة على منصة "إكس"، كتب فيها: "بمجرد أن تفهم مقياس كارداشيف، ستدرك أن الطاقة الشمسية ستكون المصدر الأساسي لتوليد الطاقة".
وأضاف: "كما أن حسابات بسيطة تظهر أن جزءا صغيرا نسبيا من تكساس أو نيو مكسيكو يمكنه تزويد الولايات المتحدة بالكامل بالكهرباء".
مقياس كارداشيف ومستقبل الطاقة
تم تطوير هذا المقياس عام 1964 من قبل عالم الفلك السوفيتي نيكولاي كارداشيف، ويصنف الحضارات إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- النوع الأول: حضارة تستخدم كل الطاقة المتاحة على كوكبها.
- النوع الثاني: حضارة تستغل الطاقة النجمية مباشرة.
- النوع الثالث: حضارة تمتلك القدرة على التحكم في الطاقة على مستوى المجرة.
وفقا لماسك، فإن البشرية لم تصل بعد إلى مستوى "النوع الأول"، حيث لم تستغل سوى 0.73 من هذا المقياس، ويؤمن ماسك بأن تحقيق الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية سيكون إنجازا عظيما يقود البشرية إلى مستوى حضاري متقدم.
كيف يعمل نظام الطاقة الشمسية المقترح؟
يعتمد اقتراح ماسك على الاستفادة من التطورات الحديثة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية لإنشاء شبكة طاقة عالمية ضخمة.
يتم ذلك عبر:
- إطلاق أقمار صناعية شمسية أو عاكسات مدارية تلتقط أشعة الشمس على مدار الساعة، دون التأثر بالعوامل الجغرافية أو الليل والنهار.
- نقل الطاقة لاسلكيا إلى محطات استقبال على الأرض، مما يضمن توفير طاقة متواصلة لكافة أنحاء العالم.
رغم أن الطاقة الشمسية تعد من أكثر مصادر الطاقة المتجددة الواعدة، فإن التحديات التقنية واللوجستية لا تزال تعيق توسعها على نطاق عالمي.
ومع ذلك، يؤكد ماسك أنه يعمل على إزالة هذه العوائق، مدفوعا برؤية طموحة تهدف إلى تحرير البشرية من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
هل يكون ماسك وراء ثورة الطاقة المقبلة؟
في ظل تزايد أزمات الطاقة العالمية والحاجة الملحة إلى حلول مستدامة، قد يحمل مشروع ماسك مفتاح تحقيق قفزة حضارية في استغلال الطاقة المتجددة.
وإذا نفذ بنجاح، فقد نشهد تحولا جذريا في الطريقة التي تزود بها الأرض بالطاقة، ليصبح المستقبل أكثر إشراقا واستدامة.
LF