أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس السبت، عن إطلاق عملية عسكرية "حاسمة" ضد جماعة "أنصار الله" الحوثيين في اليمن، في خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية "الضغوط القصوى" التي يوجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حلفاء إيران في المنطقة، وقد تشمل العراق كخيار عسكري استراتيجي في حال تصاعد التوترات.
وأكد ترامب أن الهجوم جاء ردا على استهداف الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل 23 مدنيا وإصابة 22 آخرين في محافظتي صعدة وصنعاء، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي تعليقه على الهجمات، قال حامد البخيتي، رئيس مركز الهدى للدراسات الاستراتيجية في اليمن، إن "الغارات الأمريكية تعكس السلوك الإجرامي للدولة الأمريكية وتكشف وجهها الحقيقي تجاه شعوب العالم".
وأضاف أن "هذه الهجمات لن تغير موقف اليمن المبدئي تجاه فلسطين"، مشيرا إلى أن أمريكا تسعى للهيمنة على المنطقة وحماية الكيان الصهيوني.
من جهته، أشار الأكاديمي جلال جراغي إلى أن الهجوم الأمريكي يأتي في إطار دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني وتوسيع نفوذه في المنطقة، محذرا من أن "الاعتداءات الأمريكية على اليمن ستؤدي إلى مزيد من التصعيد دون تحقيق أي أهداف".
فيما أشار المحلل السياسي الأردني حازم عياد إلى أن "الهجمات الأمريكية تعكس فشل الدبلوماسية الأمريكية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة فشلت في الضغط على إسرائيل لخفض التصعيد، ما أدى إلى توسيع العمليات العسكرية".
فصائل جديدة في العراق وتهديدات متصاعدة
ومع تصاعد العمليات الأمريكية في اليمن، ظهرت فصائل مسلحة في العراق، مثل "قوات درع العباس الاستشهادية" و"كتائب صرخة القدس"، التي دعت إلى "الجهاد" لحماية العراق والدفاع عن اليمن.
ويرى بعض المراقبين أن هذه الفصائل قد تكون مستعدة للقيام بعمليات ضد القوات الأمريكية في العراق، مما يذكر بتداعيات اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني في 2020، وما تلاها من هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق.
رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، إحسان الشمري، أكد أن الهجمات الأمريكية في اليمن قد تكون بداية لخيارات عسكرية أخرى ضد حلفاء إيران في المنطقة، محذرا من أن العراق قد يكون جزءا من هذا التصعيد.
وأشار الشمري إلى أن "الضربات الأمريكية قد تشمل العراق كرسالة واضحة، خاصة بعد الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الأمريكي"، مبينا، أن هذه العمليات قد تمثل جزءا من حملة "الضغوط القصوى" على إيران وحلفائها في المنطقة.
مع هذه التصعيدات العسكرية، يبدو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة تتجه نحو المزيد من التصعيد العسكري بعد أن فشلت الدبلوماسية الأمريكية في تحقيق أهدافها.
LF