عناوین:

كواليس سقوط الأسد: كيف أفشل رفض الحوار مع واشنطن آخر فرص بقائه؟

PM:12:49:15/03/2025

5484 مشاهدة

كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تفاصيل غير مسبوقة عن المحادثات السرية بين دبلوماسيين سوريين ومسؤولين أميركيين، التي جاءت ضمن مساعي واشنطن للتقارب مع دمشق، إلا أن رفض الرئيس السوري السابق بشار الأسد القاطع للحوار، أثار دهشة المسؤولين من الطرفين، وساهم في الإطاحة به بعد أشهر قليلة.  

رسالة أميركية ورفض غير متوقع  

بحسب الصحيفة، فقد أرسلت إدارة الرئيس جو بايدن في أوائل عام 2024 رسالة عبر دولة عربية إلى الأسد، عرضت فيها بدء محادثات سرية حول قضايا محددة تمهيدا لتحسين العلاقات، لكن المفاجأة جاءت برد الأسد السريع: "لا، نحن لا نتحدث مع الأميركيين".  

أثار هذا الرفض استغراب الوسيط العربي، الذي سارع إلى إبلاغ زعيم بلاده، ليقوم الأخير بالتواصل مباشرة مع الأسد محاولا إقناعه بعدم إغلاق باب الحوار.

وبعد شد وجذب، تم إرسال وفد سوري إلى الدولة العربية برئاسة الدبلوماسي السابق عماد مصطفى، الذي كان يحظى بخبرة في التعامل مع الولايات المتحدة.  

 مفاوضات لم تكتمل  

في المقابل، أظهرت واشنطن جديتها بإرسال المبعوث الرئاسي بريت ماكغورك لحضور المفاوضات، إلا أن الوفد السوري كان مكبلا بتعليمات الأسد الصارمة: "لا تحلموا حتى بالتفاوض، قولوا لا لكل شيء".  

ورغم الوضع الاقتصادي الصعب والعزلة الدولية التي كانت تعانيها سوريا، أكد أحد أعضاء الوفد للصحيفة أن الموقف الرسمي السوري كان "عبثيا"، مضيفا بأسى: "كان يمكننا انتشال بلادنا من الهاوية، لكننا منعنا من ذلك."  

وقدم ماكغورك عرضا واضحا:  
- تعاون سوري في قضية الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس.  
- مقابل ذلك، تسحب واشنطن قواتها من حقول النفط كونوكو والعمر شمال شرق سوريا، ليحل الجيش السوري مكانها.  
- بشرطين: عدم وجود ميليشيات إيرانية في المنطقة، وألا تستخدم لمهاجمة القوات الأميركية.  

وفي نهاية الجلسة، طلب المبعوث الأميركي تبادل أرقام الهواتف مع أحد أعضاء الوفد السوري، إلا أن هذا الطلب قوبل لاحقا بغضب الأسد، الذي أجبر مبعوثه على حذف الرقم أمامه، مؤكدا "لن تعود إلى هناك!".  

الفرصة الأخيرة.. ومقدمة السقوط  

ورغم تدخل زعماء عرب لمحاولة ثني الأسد عن قراره، أرسل الأخير رسالة قاطعة بعد أيام: "انسوا الأمر، لقد توقفنا"، ما أنهى المبادرة نهائيا، وأثار استياء دبلوماسييه الذين رأوا في الصفقة فرصة نادرة لإنقاذ البلاد اقتصاديا وسياسيا.  

وبحسب الصحيفة، فإن الرفض النهائي للأسد جاء في تشرين الأول 2024، قبل أسابيع فقط من معركة حلب، التي عجلت بسقوطه في 8 كانون الأول.

كما أظهر عنادا مماثلا عندما رفض عروض التفاوض التركية حول إدلب، رغم ضغوط إيران وروسيا والعراق لإقناعه بلقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.  

وفي النهاية، وكما نقلت الصحيفة عن مصادرها، "لم يكن مفاجئا أن جميع حلفاء الأسد تخلوا عنه في اللحظة الأخيرة، مما أجبره على مغادرة دمشق".



LF






البوم الصور