توقع مرصد "العراق الأخضر"، اليوم الثلاثاء، أن يكون فصل الصيف المقبل الأعلى في معدل ارتفاع درجات الحرارة على مدى السنوات الماضية في العراق، ما يزيد من خطورة الأزمة البيئية التي يعاني منها البلد.
وقال عضو المرصد عمر عبد اللطيف، في بيان تلقى NRT عربية، نسخة منه، إن درجات الحرارة ستبدأ بالارتفاع خلال شهر رمضان، وتستمر في التصاعد خلال شهري أيار وحزيران، حتى تصل إلى أعلى مستوياتها في الأيام الأولى من تموز وآب وما بعدهما.
وأشار عبد اللطيف، إلى أن هذا الارتفاع الحاد يأتي نتيجة التغيرات المناخية المستمرة، والتي لم تتم معالجتها حتى الآن، مبينا أن انخفاض مناسيب المياه في مناطق الشمال والجنوب، إلى جانب إزالة الأشجار دون تعويضها، يمثلان عوامل أساسية تفاقم أزمة المناخ في العراق.
كما نبه، إلى أن الإجراءات البيئية المتخذة لمواجهة هذه التغيرات لا تزال بطيئة جدا، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ خطوات سريعة وجادة لإنقاذ البيئة قبل فوات الأوان.
ويعد العراق من بين خمس دول في العالم الأكثر تضررا من تبعات التغير المناخي، وفق تقريرالأمم المتحدة.
فيما أكد تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2022، أن العراق يواجه تحديا مناخيا طارئا، ويحتاج إلى التحول نحو نموذج تنموي أكثر استدامة عبر تنويع اقتصاده وتقليل اعتماده على الكربون.
وبحسب التقرير، فإن العراق سيحتاج بحلول عام 2040 إلى استثمارات تقدر بـ233 مليار دولار لتلبية احتياجاته التنموية الملحة والانخراط في مسار اقتصادي "أكثر اخضرارا وشمولية"، ما يعادل نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
من جانبه، كشف المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، مطلع عام 2025، أن العراق فقد نحو 30% من أراضيه الزراعية المنتجة بسبب التغيرات المناخية خلال العقود الثلاثة الماضية، وهو ما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها الزراعة والمياه في البلاد.
ويعاني العراق منذ سنوات من أزمة شح المياه، والتي تفاقمت بشكل خطير خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث وصلت مناسيب المياه إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة الجفاف الحاد الذي يضرب المنطقة.
في ظل هذه المعطيات، يواجه العراق صيفا لاهبا قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث، ما يستدعي تحركا عاجلا للحد من تداعيات التغير المناخي وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
LF