يستعد سكان الأرض لمشاهدة عرض فلكي نادر لن يتكرر قريبا، حيث سيكون بمقدورهم رؤية أحد ألمع المذنبات، والذي سيمر بالقرب من كوكبنا بالعين المجردة، في الأسبوع المقبل.
ويعرف المذنب رسميا باسم G3 ATLAS (C/2024)، ومن المتوقع أن يصل إلى ذروة لمعانه في الأيام القادمة، مع استمرار توهجه حتى الأسبوع المقبل، حيث سيصل إلى أقرب نقطة من الشمس في 13 يناير.
قد يلمع هذا المذنب بقوة مماثلة لكوكب الزهرة أو يشبه المذنب "Tsuchinshan-ATLAS / Comet C/2023 A3"، الذي أذهل مراقبي النجوم في أكتوبر الماضي بلقب "مذنب القرن".
وتم اكتشاف المذنب لأول مرة بواسطة نظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات الأرضي "أطلس" (ATLAS) في 5 أبريل من العام الماضي، عندما كان على بعد 407 ملايين ميل من الأرض.
الآن، يمر المذنب على بعد أقل من 9 ملايين ميل من الشمس، وهي مسافة استثنائية قد تسمح برؤيته بالعين المجردة. وغالبا ما لا تنجو المذنبات الصغيرة التي تمر قرب الشمس من الحرارة الشديدة لنجمنا الأقرب.
وتمكن العلماء من تحديد أن المذنب G3 ATLAS يستغرق حوالي 160 ألف سنة لإكمال دورة واحدة حول الأرض والشمس. وفقا لهذه التقديرات، يفترض علماء الفلك أن المذنب قد مر بالقرب من الشمس مرة واحدة على الأقل في الماضي ونجا من ذلك. مما يعني أن G3 ATLAS قد يتحمل اقترابا آخر من الشمس.
الرؤية الأفضل للمذنب ستكون للمراقبين في نصف الكرة الجنوبي، لكنه قد يكون مرئيا أيضا من نصف الكرة الشمالي، رغم صعوبة رصده هناك. حاليا، يتواجد المذنب في كوكبة القوس.
وقال الدكتور شيام بالاجي، الباحث في فيزياء الجسيمات الفلكية وعلم الكونيات في كلية كينغز لندن، إن درجة لمعان المذنب قد تكون غير متوقعة، لذلك قد تتاح للمراقبين فرص لرصده بالقرب من نقطة الحضيض، أقرب نقطة من الشمس، حسب الظروف المحلية وسلوك المذنب.
نصح الدكتور بالاجي مراقبي النجوم بمراقبة الأفق الشرقي قبل شروق الشمس لمحاولة رصد المذنب، وبعد وصوله إلى الحضيض، يجب توجيه الأنظار نحو الأفق الغربي بعد غروب الشمس، في حال نجا المذنب من الاقتراب من الشمس.
المصدر: ذا صن