في سابقة هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة وهو على رأس السلطة، يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشهادته في محكمة تتعلق بثلاث قضايا فساد تشمل تهما بالرشوة وخيانة الأمانة، وهي التهم التي يحاكم عليها منذ أكثر من 8 سنوات.
وبسبب الأسباب الأمنية، أدلى نتنياهو بشهادته من مكان سري تحت تل أبيب بدلا من قاعة المحكمة في القدس، وهذه هي المرة الأولى التي يمثل فيها رئيس الحكومة أمام المحكمة منذ بدء محاكمته في 2020، وسط انقسامات سياسية عميقة في إسرائيل.
التهم الموجهة لنتنياهو
يواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة في ثلاث قضايا منفصلة هي: القضايا 1000 و2000 و4000.
- القضية 1000: تتعلق بتلقي هدايا بقيمة 300 ألف دولار من المنتج الهوليودي الإسرائيلي أرنون ميلشان ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر، مقابل تقديم تسهيلات ضريبية ودعم دبلوماسي.
- القضية 2000: ملاحقة لنتنياهو بسبب محاولته الحصول على تغطية إعلامية أفضل من ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، مقابل وعد بتمرير قانون يعيق توزيع صحيفة "إسرائيل اليوم".
- القضية 4000: تتعلق بتسهيل اندماج لمصلحة صديقه شاؤول ألوفيتش، وهو مالك موقع "والا" الإخباري، مقابل تغطية منحازة لنتنياهو.
تأثير القضايا على السياسة الإسرائيلية
تسببت هذه القضايا في اضطرابات سياسية شديدة في إسرائيل، وصعبت تشكيل أغلبية مستقرة في البرلمان، مما أدى إلى إجراء خمس انتخابات في أقل من 4 سنوات، كما دفع ذلك بعض حلفاء نتنياهو إلى التخلي عنه، مما زاد الانقسامات السياسية.
وبعد خسارته للسلطة في 2021، عاد نتنياهو إلى منصبه في 2022 بتشكيل تحالف مع أحزاب اليمين المتطرف، مما أدى إلى وصول المتشددين إلى الحكومة.
مظاهرات وشعارات في الشارع
وتجمع خارج المحكمة أنصار نتنياهو الذين هتفوا "نتنياهو، الشعب يدعمك"، في حين ردد معارضوه، الذين يتظاهرون ضده منذ أشهر، شعارات مثل "نتنياهو إلى السجن" و"الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة".
يعتبر نتنياهو، البالغ من العمر 75 عاما، أطول رئيس حكومة بقاء في السلطة في تاريخ إسرائيل، وأول رئيس حكومة يتم اتهامه بارتكاب جرائم، وهو ما دفع إلى تنظيم مظاهرات للمطالبة برحيله.
LF