عناوین:

وثائق تؤكد تخطيط نظام الأسد لإبادة شعبه وإشعال نار الفتنة في سبيل البقاء في السلطة

PM:03:03:11/12/2024

6264 مشاهدة

عندما انطلقت الاحتجاجات السلمية في سوريا عام 2011 مطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، قابلها نظام بشار الأسد بأبشع أشكال القمع. الوثائق التي ظهرت لاحقا، ومنها وثيقة إدارة المخابرات العامة المؤرخة في 23 مارس 2011، تكشف بوضوح كيف خطط النظام لاستغلال العنف والإرهاب لضمان بقائه.  

جوهر الوثيقة: إشعال الفتنة وتصعيد القمع

تظهر الوثيقة خطة محكمة للتعامل مع الاحتجاجات بوسائل إعلامية، أمنية، وسياسية اقتصادية، حيث كانت تهدف إلى:  

1- ربط المحتجين بالخيانة: تصويرهم كعملاء لدول أجنبية مثل السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة.  

2- بث الفتنة الطائفية: تحريض طوائف معينة، مثل العلويين والمسيحيين، ضد باقي أطياف الشعب.  

3- التلاعب بالإعلام: منع التغطية الإعلامية المستقلة، واختلاق أدلة مضللة لتشويه مصداقية المحتجين. 

 
4- القمع الميداني: إدخال عناصر أمنية بين المتظاهرين لزرع الفوضى، واستخدام القناصة لقتل المتظاهرين والجنود على حد سواء، لخلق حالة من العداء المتبادل.  

5- استهداف الرموز المعارضة: تشويه سمعتهم، إرهاقهم بدعاوى قضائية، ومنعهم من السفر.  

الفتنة كسلاح لاستدامة السلطة

تكشف الوثيقة عن عقلية النظام في تحويل الاحتجاجات السلمية إلى صراع داخلي ،وعمل النظام على استخدام "العنف المنظم"، بما في ذلك القتل المحدود أثناء التظاهرات، وتوظيف مهربين ومجرمين لإشاعة الفوضى في المناطق المعارضة، كما لجأ إلى قطع الكهرباء والاتصالات وعزل المناطق التي خرجت عن السيطرة، في محاكاة "للمسالخ البشرية" التي أدارها خلف الأبواب المغلقة.

النظام بين الوثيقة والواقع

منذ ذلك الحين، ترجم النظام هذه السياسات إلى جرائم على الأرض، شملت القتل الجماعي، التعذيب الممنهج، استخدام الأسلحة الكيماوية، وحصار المدن حتى الموت. الشهادات التي وصلت من داخل المعتقلات وثقت مشاهد مروعة، بينما بقيت الجرائم التي وصفتها الوثيقة تنفذ على نطاق واسع لتدخل سوريا في دوامة من العنف.  

رسالة للعالم

الوثائق مثل هذه ليست مجرد أوراق مسربة، بل دليل دامغ على أن ما جرى ويجري في سوريا هو إبادة جماعية مخطط لها، تستهدف كسر إرادة الشعب وتحويل مطالبه البسيطة في الحرية إلى كارثة إنسانية، وتبقى هذه الوثائق وغيرها أمانة في رقاب الناجين، لتذكير العالم بجرائم هذا النظام والمطالبة بمحاسبته.  

بقاء هذه الوثائق وانتشارها يضمن أن هذه الجرائم لن تدفن مع ضحاياها، بل ستبقى شاهدة على حقبة من القمع الوحشي الذي واجهه السوريون بشجاعة، وما زالوا يناضلون من أجل التخلص منه. 


SM





البوم الصور