يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دورا كبيرا في ظهور الأمراض أو الوقاية منها، لكن التغيير الطويل الأمد قد يكون صعبا بالنسبة للكثيرين.
دراسة حديثة نشرت في دورية BMC Medicine، والتي نقلها موقع New Atlas، تبرز تأثير النظام الغذائي القائم على النباتات على العمر البيولوجي للإنسان.
تأثير النظام الغذائي على العمر البيولوجي
استندت الدراسة إلى فحص "ساعة العمر الجينية"، التي تقيس الحالة الخلوية على المستوى الجزئي، حيث يعتبر العمر البيولوجي مقياسا لصحة الأنسجة والخلايا في الجسم. بينما يحدد تاريخ الميلاد العمر الزمني، فإن الحالة الجينية تعكس عمرا بيولوجيا قد يكون مختلفا.
التغذية والشيخوخة
أشارت الدراسة إلى أن تناول نظام غذائي نباتي لمدة شهرين فقط يمكن أن يكون له تأثير كبير على العمر البيولوجي. قام الباحثون بمقارنة مجموعة من التوائم المتطابقة، بمتوسط عمر 40 عاما، حيث اتبع أحدهم نظاما غذائيا نباتيا صحيا والآخر نظاما غذائيا يحتوي على اللحوم.
بعد ثمانية أسابيع، لوحظت تغييرات كبيرة في العلامات البيولوجية للعمر لدى المجموعة التي اتبعت النظام النباتي، مما يشير إلى فوائد قصيرة المدى.
نتائج التجربة
أظهرت الدراسة أن المجموعة النباتية شهدت انخفاضا في العمر البيولوجي بمعدل 0.63 سنة (أو ما يزيد قليلا عن 7.5 شهرا) مقارنة بالمجموعة التي تناولت اللحوم.
وقد أظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في العلامات الجينية بين التوائم المتطابقة الأصحاء، مما يعزز الفوائد الصحية لنظام غذائي نباتي.
التحذيرات والنتائج الإضافية
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المجموعة النباتية تناولت سعرات حرارية أقل بمتوسط 200 سعر حراري يوميا مقارنة بمجموعة اللحوم، وفقدت وزنا أكبر بنحو 2 كغم. لذا، قد تكون بعض الفوائد الجينية مرتبطة بفقدان الوزن بدلا من النظام الغذائي نفسه.
تشير هذه الدراسة إلى أن تغيير النظام الغذائي إلى نباتي لمدة قصيرة يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على العمر البيولوجي، ولكن تحتاج الأبحاث المستقبلية إلى التحقق من مدى تأثير النظام الغذائي مقارنة بالآثار الجانبية مثل فقدان الوزن.
اعتبارات مهمة
من جانبه، قال دكتور دوان ميلور، المتحدث باسم جمعية التغذية البريطانية: "من المحتمل أن يكون انخفاض تناول الطاقة قد أثر على كيفية تغير الحمض النووي للمشاركين.
وكان هناك اعتبار مهم آخر وهو أنه طلب من المجموعة النباتية تناول ضعف عدد حصص الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات والبذور مقارنة بالمجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك".
ومن المثير للاهتمام أن هناك بعض التغييرات الرئيسية في النواقل العصبية والعلامات الأيضية بين المجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك، حيث أشار الباحثون إلى أن "زيادة مستويات النواقل العصبية مثل التربتوفان والسيروتونين، تشير إلى تأثيرات محتملة على تنظيم الحالة المزاجية وغيرها من الوظائف التي يتوسطها السيروتونين استجابة لزيادة تناول البروتين الحيواني الغني بالتريبتوفان في النظام الغذائي لمن تناولوا اللحوم".
كما "ظهرت زيادة في مستويات الأدينوزين، وهو نوكليوسيد يعزز النوم ويقلل من القلق، مما يشير إلى تغييرات محتملة في التمثيل الغذائي الداخلي في النظام الغذائي لمتناولي اللحوم.
وتؤكد النتائج على التفاعل الدقيق بين تخليق الناقل العصبي واستقلاب الدهون والنشاط الميكروبي وبين استقلاب البيورين المرتبط بأنماط النظام الغذائي لمتناولي اللحوم".
وخلص الباحثون إلى أن "هذه النتائج الشاملة تؤكد على التفاعل المعقد بين النظام الغذائي والتنظيم الجيني والوظيفة المناعية والصحة الأيضية، وتقدم رؤى قيمة للبحوث المستقبلية والتدخلات الصحية الشخصية".
مصادر بديلة للحوم والألبان
وقال إن ميلور إن "المفتاح لأي نظام غذائي مع أو بدون منتجات حيوانية هو أنه يتكون من مجموعة واسعة من الأطعمة، بما يشمل الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والفاصوليا والبازلاء والعدس مع الحبوب الكاملة وإذا كان الشخص لا يرغب في استهلاك كميات معتدلة من اللحوم ومنتجات الألبان، فيجب تضمين مصادر بديلة للمغذيات بما يشمل اليود والحديد والكالسيوم إلى جانب فيتامينات B12 وD في النظام الغذائي جنبا إلى جنب مع مصدر لأحماض أوميغا-3 الدهنية".
المصدر: العربية.