عناوین:

الوضع الأمني يتدهور في منطقة يتواجد فيها داعش

PM:01:39:20/09/2021

8800 مشاهدة

ارتفع عدد القتلى في مخيم "الهول" في شمال سوريا، خلال هذا العام، مع زيادة نزعة التشدد ومحاولة فرض أيدولوجية "داعش" في المخيم الذي يأوي عائلات مقاتلين في التنظيم.
وتفاقم الوضع الأمني الهش داخل المخيم، الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية"، بالتزامن مع جهود لإعادة عشرات العائلات إلى مجتمعاتهم ومحاولات لإدماجهم فيها، وهي أيضا جهود تواجه العديد من التحديات الصعبة.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أن أكثر من 70 شخصا قتلوا، منذ شهر يناير، هذا العام، وأصبح المخيم "مكانا أكثر خطورة ويأسا من أي وقت مضى. التشدد الديني آخذ في الارتفاع ما يعرض للخطر غير المتعصبين".
وغالبا ما يتم إلقاء اللوم في عمليات القتل على النساء المتشددات "اللواتي يقمن باستغلال الأمن الهش لفرض قيودهن وتصفية الحسابات". 
وقال مسؤولون في المخيم إن المداهمات الأمنية بهدف مصادرة المسدسات والسكاكين والأسلحة الأخرى "لم تحدث فرقا يذكر".
ويعيش في المخيم، الذي تبلغ مساحته 736 فدانا، نحو 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وكثير منهم كانوا قد نزحوا بسبب الحرب في سوريا والمعارك ضد "داعش"، وتشير تقديرات إلى أن هؤلاء ينحدرون من حوالي 60 دولة، لكن غالبيتهم من العراقيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد الماضي، إن لاجئة عراقية قتلت في المخيم، وعثر على جثمانها خلال ساعات الليل.
وعدد محمد بشير، المشرف على بعض الحراس، الهجمات التي وقعت مؤخرا، مثل كمائن ضد القوات، ورمي الحجارة على عمال الإغاثة، وتعرض متجر لبيع الذهب لعملية نهب، مشيرا إلى أن النساء في المخيم يلجأن للنهب بسبب حاجتهن لشراء المؤن ودفع المال للمهربين لإخراجهن. 
فرض قواعد "داعش" على النزلاء
ويشير تقرير واشنطن بوست إلى أن بعض النساء الأكثر تشددا في المخيم يحاولن إعادة فرض قواعد تنظيم "داعش" على العائلات من حولهن.
وتتم محاكمة النساء اللواتي خلعن غطاء الوجه في محاكم هزلية داخل الخيام، وانتشرت علامات "اضطراب ما بعد الصدمة" بين أطفال المخيم، الذين لم يتلقوا سوى القليل من الدعم النفسي رغم فرارهم من الرعب خلال حكم "داعش".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت تقريرا يشرح بشكل مفصل خطط "داعش" لإعادة بناء نفسه عبر سيطرته على المخيم وتهريب السجناء من خلال شبكات واسعة وعمليات جمع أموال ونقل قادته إلى إدلب.
عودة محفوفة بالمخاطر
وفيما لم تفعل معظم الحكومات الأجنبية الكثير لاستعادة مواطنيها من المخيم، تبذل السلطات المحلية جهودا لإعادة السوريين إلى ديارهم. 
وقد غادر بالفعل آلاف الرجال والنساء والأطفال السوريين، بعد أن كفل رجال القبائل المحليون للعائدين فرصة إعادة دمجهم في قراهم وبلداتهم الأصلية.
وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان إخراج 644 عائلة سورية من "الهول" منذ بداية العام، في إطار العملية المتواصلة لإفراغ المخيم من النازحين السوريين ضمن مبادرة أطلقها "مجلس سوريا الديمقراطية".
"لا أحد يريدهم هنا"
ويشير تقرير واشنطن بوست إلى صعوبات تواجه عملية إعادة السوريين إلى الرقة، فالأهالي لا يرحبون بعودتهم ولا يتعاطفون معهم، فيما اختفى بعض العائدين عن الأنظار بعد إخراجهم.
ويعود العديد من المعتقلين السابقين إلى مجتمعات لا تزال تعاني من تبعات حكم "داعش" وإلى أحياء دمرتها الحرب.
ووصف أفراد من ثلاث عائلات عادت إلى الرقة، عاصمة "داعش" السابقة في سوريا، حياة "الفقر والعزلة"، قائلين إن جيرانهم تجاهلوهم أو سخروا منهم. 
وقالت فاطمة مصطفى (47 سنة) التي كانت تجلس على أرضية منزل عائلتها المتقشف: "كان ينبغي أن يقدموا لنا المساعدة عندما نعود".
حسن مصطفى، أحد سكان الرقة، قال للصحيفة: "لقد قتلوا الناس والآن عدنا إلى هنا ونقدم كل ما لدينا لإعادة البناء. هل تعتقد أن لدينا الوقت للتفكير فيهم؟". ويتفق معه شقيقه علي: "يجب أن يعودوا إلى مخيمهم... لا أحد يريدهم هنا".
"أرادت فقط رؤية العراق مرة أخرى"
ويورد التقرير قصة جدة عراقية من الأنبار تدعى وردة عبيد (60 عاما) كانت ترغب في العودة للوطن، لكن صحتها تدهورت مع مرور شهور الانتظار وماتت وتم دفنها في منطقة تطل على المخيم. 
وقال ابن أختها للصحيفة: "لقد أرادت فقط رؤية العراق مرة أخرى... كانت متعبة وأرادت العودة للوطن".
وتقول بغداد إنها تعمل على إعادة مواطنيها المحتجزين في "الهول"، لكن هذه المبادرة "مشحونة سياسيا في العراق لدرجة أن العملية الكبرى الأولى لإعادتهم، في وقت سابق من هذا الصيف، نقلت أقل من 400 شخص، وفقا لمسؤولين عراقيين.
وكشفت وزارة الهجرة، في وقت سابق عن وصول 94 عائلة وبواقع 384 فردا من مخيم "الهول".
وقال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين، كريم النوري، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "صعوبات ومشاكل أمنية وعشائرية لبعض النازحين اعترضت طريق الوزارة، فضلا عن وجود البيوت المهدمة" لكن "بمساعدة بعض المنظمات الدولية تم العمل على حل تلك المشاكل".
وأوضح أن "السقف الزمني الذي وضعته الوزارة لإعادة النازحين هو نهاية العام الحالي، ولكن هناك صعوبات، لاسيما أن العودة طوعية وليست قسرية، الأمر الذي جعل بعض النازحين يتمسكون بالمخيمات لعدم وجود دور لهم والبعض منهم قد لا يمتلك الدار قبل نزوحه".





البوم الصور