عناوین:

خبراء: كهرباء العراق بحاجة إلى محطات إنتاج متنقلة وتأهيل شبكة التوزيع

AM:08:36:23/07/2024

580 مشاهدة

إجماع على أن قطاع الطاقة في العراق يحتاج إلى تنظيم مفاصله استنادا إلى خطط مدروسة تشخص الخلل وتعمل على معالجته، إذ يتطلب هذا القطاع حلولا سريعة لمعالجة النقص في تجهيز الطاقة، بما في ذلك توفير محطات متنقلة لتخفيف الأحمال في المدن والقصبات أوقات الذروة، وتطوير شبكة التوزيع التي تقادمت وتجاوزت عمرها الافتراضي.

وافتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمس الأول خط الربط الكهربائي العراقي التركي بقدرة 300 ميغاواط عبر محطة غرب الموصل لتغذية المنطقة الشمالية، بعد تعثر دام 20 عاما.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى: "المشروع العراقي التركي يربط محطة جزرة داخل الأراضي التركية بمحطة كسك التحويلية في محافظة نينوى من خلال خطوط ناقلة يصل طولها إلى 115 كيلو مترا".

وبحسب موسى، فإن هذا الربط يحقق منفعة تبادل الطاقة، إذ يمكن للعراق استيراد 300 ميغاواط من خلال هذا الربط في أوقات الذروة، وجرى الاتفاق مع الجانب التركي على أن يعاود العراق دفع كميات من الطاقة بما يحتاج إليه الجانب التركي في أوقات غير الذروة لتحقيق منفعة تبادل الطاقة.

وأشار المتحدث باسم وزارة الكهرباء إلى أن الربط سيحقق ارتباط الشبكة العراقية بشبكة أوروبا عبر الجانب التركي، ولن يكلف العراق أي مبالغ لقاء عدم استيراده للطاقة، إذ إن العراق يستورد الطاقة حسب حاجته لها في أوقات الذروة.

وبين أن تركيا مرتبطة بشبكات النقل الأوروبية، ومن خلال الربط العراقي التركي، سيتيح للعراق الربط مع أوروبا وسيكون هناك تبادل منفعة من خلال موقع العراق، حيث يمكن أن تستغل الشبكة العراقية كمعبر للطاقة إلى أوروبا والعكس إلى المحيط العربي.

من جانبه، يرى المختص في شؤون الطاقة حيدر البياع أن قطاع الكهرباء في العراق يحتاج إلى علاج مشكلات مزمنة بطريقة آنية ووفق خطط مدروسة. أشار البياع إلى وجود ضائعات كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية بسبب تردي شبكة التوزيع، التي باتت سببا رئيسيا في هدر كميات كبيرة من الإنتاج.

وشدد البياع على ضرورة تطوير واقع نقل الطاقة الكهربائية وبشكل مرحلي لتشمل جميع المناطق التي تعاني من تقادم شبكة التوزيع وتراجع أدائها. ولفت إلى أن الطرق البدائية في إصلاح مفاصل الشبكة تمثل سببا رئيسيا في هدر الطاقة التي يتم نقلها من محطات الإنتاج إلى المستهلك الأخير.

ولفت البياع إلى إمكانية معالجة ضغط الأحمال من خلال نصب محطات إنتاج متنقلة تعمل على تغذية المدن أو المناطق بشكل مباشر، وهو أحد الحلول المعتمدة عالميا ويمكن تبنيه في العراق حتى يتم النهوض بقطاع الكهرباء.

وأشار إلى وجود شركات عالمية متخصصة توفر مثل هذه المحطات النوعية وبالوقود المناسب، وتعمل على تأمين التيار الكهربائي إلى جميع المناطق في العراق.

وأكد البياع أن الجهد المبذول في قطاع الطاقة الكهربائية كبير، ولكن حجم الحاجة يزداد، مما يتطلب توظيف القدرات التي تملكها البلاد لخلق استقرار في الطاقة الكهربائية.

بدوره، أشار عضو مجلس إدارة منتدى بغداد الاقتصادي هادي هنداس إلى أن قطاع الكهرباء يمثل عصب الحياة الاقتصادية في البلاد، ويتطلب البدء بخلق قطاع طاقة كهربائية متكامل يضمن توفر الخدمة طوال أيام السنة دون استثناء. وشدد هنداس على أن تنظيم هذا القطاع يمثل ضرورة حتمية، ولابد من جباية من جميع المستفيدين من قطاع الطاقة لتوظيف هذه الأموال في تطوير مفاصله.

ولفت هنداس إلى أن شبكة التوزيع في معظم مناطق البلاد تجاوزت عمرها الافتراضي وتحتاج إلى تجديد لتقليل نسبة الضائعات الناتجة عن تقادمها، مما يحتم على وزارة الكهرباء البدء بتطوير شبكة التوزيع بشكل مرحلي.

وشدد هنداس على أهمية الأداء النوعي وفق المواصفات العالمية، خاصة مع وجود شركات متخصصة إقليميا وعالميا يمكن أن تكون رافدا لقطاع الطاقة بأهم متطلباته وتنقله إلى مرحلة أفضل.

وختم هنداس بالإشارة إلى أن الجدوى الاقتصادية لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية كبيرة، وتنقل البلاد إلى مرحلة أفضل على جميع المستويات، إذ ستكون حافزا لتطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية، ما يجعل هذا التكامل خطوة أولى على طريق التنمية المستدامة التي ينشدها العراق.


LF





البوم الصور