عناوین:

نضوب الإبداع في العراق

PM:12:26:15/01/2022
3588 مشاهدة
علي الحياني
+ -

يفترض للتطور التكنلوجي ووسائل التواصل الجديدة والإنترنت أن، تساهم بزيادة الإبداع في مختلف المجالات الفكرية والاجتماعية والفنية والرياضية.

وحتى قبل سنوات، كان العراق يزخر بالعشرات من المفكرين والمبدعين بمختلف التخصصات، ففي الشعر كان متبني عصره محمد مهدي الجواهري، وعبد الرزاق عبد الواحد وآخرين، وفي الغناء يعتبر كاظم الساهر أخر واحة للإبداع والفن الراقي للساحة التي ظلت زاخرة بالغزالي وعفيفة أسكندر ورياض أحمد وفؤاد سالم وغيرهم.

وفي الرياضة كان العراق حافلاً بالمواهب الكروية بمختلف الألعاب، فالمرحوم أحمد راضي وشقيق إبداعه حسين سعيد والسفاح يونس محمود وغيرهم، لكن في السنوات الأخيرة لم نر ساحة للموهوبين في هذا المجال.

كما كان العراق يزخر بعمالقة قراء القرآن في العالم، أبرزهم المرحوم الحافظ خليل إبراهيم، والشيخ المرحوم وليد إبراهيم، والشيخ المرحوم لطيف العبدلي، والمرحوم الحاج علاء الدين القيسي.

وفي مجال التمثيل الدرامي، تبدو الساحة الآن مفتوحة للمهرجين الذين يقدم أغلبهم مواداً تافهة أكثر مما تعد فناً يحمل رسالة سامية، فالمشهد يخلو من خليل الرفاعي وبهجت الجبوري وعبد الخالق المختار وآخرين.

وفي مجال الإعلام، كان العراق سابقاً دول المنطقة والعالم العربي أجمع بالصحافة الورقية والإذاعية والتلفزيونية، فكانت الساحة زاخرة بأبرز الكتاب والمذيعيين الكبار، الذين يعتبرون الخطأ في النحو جريمة كبرى لاتغتفر!

لكن اليوم ومع التطور في وسائل الاتصال، لم نعد نشاهد المستوى العالي من المبدعين، وهذا يعود للتسهيلات التي قدمتها تلك الوسائل لزوارها، فصار الباحث لايبدي جهداً في الحصول على المعلومة، بعكس ما كان سابقاً.

يبدو أننا أمام أزمة نضوب الإبداع في العراق في مختلف المجالات، وهي حالة بدأت واضحة، ربما أن أسباب الذائقة قد تغيرت فتغير معها الحال، ولله في خلقه شؤون.

البوم الصور