في منطقة بيارة بمحافظة حلبجة الحدودية مع إيران يلتقي الزوار من العراق وإيران عند نقطة طبيعية ساحرة تجمع مقهى بسيطا مع بستان أخضر يفصل بينهما جدول مائي لا يتجاوز عرضه نصف متر يمثل الحدود الفاصلة بين البلدين.
هذا المكان الذي يحتضنه جمال الطبيعة وجغرافيا الجبال أصبح مقصدا للباحثين عن الهدوء والسكينة حيث لا تعوق الحدود الضيقة لقاء الناس وتبادلهم الأحاديث في أجواء إنسانية عابرة للجغرافيا تغذيها النسائم الباردة والمناظر الخلابة.
صاحب المقهى المعروف ب العم درويش ومن أهالي إقليم كوردستان قال زوار المقهى يأتون من مختلف محافظات العراق وإيران ليجلسوا على مقاعده الخشبية المتواضعة ويستمتعوا بجمال الطبيعة وهواء الجبال المنعش.
وأضاف أن التعامل المالي في المقهى يتم بكل يسر حيث تقبل عملتا الدينار العراقي والتومان الإيراني دون تعقيدات.
على الضفة الأخرى من الجدول يمتد بستان يعود للزائر الإيراني مهدي حيدري الذي يفتح أبوابه لزوار المنطقة ويعرض مع أفراد عائلته منتجاتهم المحلية منها التوت الأسود دبس الرمان والتوت بأنواعه إلى جانب محاصيل طازجة أخرى تحظى بإقبال من الزوار وخصوصا من الكورد في إقليم كوردستان فضلا عن زوار من وسط وجنوب العراق.
في بيارة حيث تتجاوز الروابط الإنسانية كل الحواجز يظل هذا المكان رمزا حيا للتواصل بين الشعوب يحتضنه سحر الطبيعة وجمال البساطة.
RA