قبل أكثر من 20 عاما، حدد الدكتور غاري تشابمان، أخصائي علم النفس السريري المتدرب في علم الإنسان، خمس لغات للحب يستخدمها البشر لإظهار مشاعرهم لبعضهم البعض. هذه اللغات نفسها يمكن أن تستخدم في تربية الأطفال وتعزيز التواصل العاطفي معهم.
يمكن للآباء مراقبة الطرق التي يعبر بها أطفالهم عن الحب، وكذلك أنواع الاتصال التي يفضلونها ويبحثون عنها، لتحديد لغة الحب الأساسية لكل طفل، ومن ثم إيجاد طرق التواصل المثلى معه.
لغة الحب الأولى: كلمات التأكيد
إذا كانت لغة الحب الأساسية لدى طفلك تعتمد على كلمات التأكيد، فقد يتميز بمهارات لغوية تعبيرية، ويشعر بسعادة كبيرة عند تلقي المدح والتشجيع اللفظي من البالغين.
كيفية التواصل معهم:
الأطفال الذين يفضلون هذه اللغة يحبون المحادثات الخاصة التي يتم فيها الحديث عن مشاعرهم. يجب على الآباء التحدث معهم باحترام والاستماع إليهم بتعاطف.
وسيلة التحفيز:
كلمات الأمل والتشجيع والثقة، سواء شفهيا أو كتابيا، تعزز علاقتهم بالأهل. كما يفضل الحديث معهم عن المشاعر السلبية بطريقة هادئة، وربطها بالأفعال، واقتراح بدائل للتعبير عنها. المديح في المواقف الإيجابية يعزز ثقة الطفل بنفسه ويرسخ العلاقة مع الأبوين.
لغة الحب الثانية: الوقت النوعي
بعض الأطفال يشعرون بالحب من خلال قضاء وقت خاص ومميز مع أحد الوالدين، حيث يمنحون فيه الانتباه الكامل.
كيفية التواصل معهم:
يوصى بتخصيص وقت يومي لمشاركة نشاط محدد مع الطفل مثل قراءة قصة، تناول وجبة خفيفة، أو مشاهدة برنامج مفضل. من الضروري تجنب مقاطعة هذا الوقت بالرد على الهاتف أو الانشغال، لأن ذلك يبعث برسائل سلبية تقلل من شعور الطفل بالأهمية.
وسيلة التحفيز:
أنشطة مثل القراءة، الرسم، أو اللعب المشترك تصبح ذات قيمة كبيرة. كما أن الرحلات العائلية يمكن أن تتحول إلى ذكريات طويلة الأمد تعزز العلاقة.
لغة الحب الثالثة: الهدايا
إذا وجد طفلك معنى عميقا في الهدايا، حتى لو كانت بسيطة، فربما تكون هذه لغته الأساسية في الحب.
كيفية التواصل معهم:
يفضل تقديم الهدايا في أي وقت وليس فقط في المناسبات. على سبيل المثال، ألوان مائية لطفل يعشق الرسم، أو آلة موسيقية، أو حتى تقديم احتياجاته الأساسية بطريقة مغلفة.
وسيلة التحفيز:
استخدام مجسمات وصور تمثل الأهداف أو السلوكيات الإيجابية، مثل سوار الصداقة أو قلادة تمثل العائلة، قد يساهم في بناء ارتباط عاطفي ملموس.
لغة الحب الرابعة: التلامس الجسدي
إذا كان الطفل يقبل على العناق والمصافحة بشكل طبيعي، ويسعى للتعبير عن مشاعره باللمس، فإن التلامس الجسدي هو غالبا لغته الأساسية.
كيفية التواصل معهم:
يجب على الأهل تحديد نوع التلامس الذي يفضله الطفل (لمس لطيف أم ضغط أعمق). يمكن دمج التلامس في الروتين اليومي مثل عناق الصباح أو قبلة قبل النوم، أو حتى لمسة دافئة خلال المذاكرة.
وسيلة التحفيز:
التعزيز من خلال التلامس كالعناق، القبلات، والمشاركة في أنشطة بدنية مثل اللعب أو التمارين الرياضية.
AB