كشف رئيس مؤسسة عراق المستقبل، منار العبيدي، اليوم الأحد، عن معدل الإيرادات والإنفاق في العراق خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرا إلى أن البلاد تنفق سنويا ما يقارب 100 مليار دولار، وهو رقم يفوق الإنفاق السنوي لاقتصادات قوية مثل الإمارات وماليزيا وسنغافورة، لكنه لم ينعكس إيجابا على التنمية الاقتصادية.
وقال العبيدي، إن "إجمالي إيرادات العراق خلال العقد الماضي بلغت 1028 تريليون دينار عراقي، حيث شكلت الإيرادات النفطية 92% منها، بينما لم تساهم الضرائب والجمارك والمصادر الأخرى سوى بنسبة 8%".
وأضاف، أن "الإنفاق الحكومي خلال الفترة نفسها بلغ 1007 تريليونات دينار، بالإضافة إلى سلف غير مصفاة تتراوح بين 100 و150 تريليون دينار، ما يعني أن إجمالي الإنفاق تجاوز 1100 تريليون دينار عراقي، أي ما يعادل تقريبا تريليون دولار أمريكي".
وأوضح، أن "معدل الإنفاق السنوي للعراق يبلغ 100 مليار دولار، وهو أعلى من إنفاق دول ذات اقتصادات متنوعة ومستقرة مثل الإمارات التي تنفق 65 مليار دولار سنويا، وماليزيا 82 مليار دولار، وسنغافورة 77 مليار دولار"، لافتا إلى أن "العراق رغم إنفاقه الهائل، لا يزال يعتمد بشكل شبه كامل على النفط، مقارنة بهذه الدول التي نجحت في تنويع اقتصاداتها ليصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى 500 مليار دولار سنويا".
وأشار العبيدي، إلى أن "المفارقة الكبيرة تكمن في أن هذه الدول لا تمتلك الموارد الطبيعية التي يمتلكها العراق، ومع ذلك استطاعت بناء اقتصادات مزدهرة بميزانيات أقل"، مشددا على أن "المشكلة لم تكن يوما في حجم الموارد، بل في طريقة إدارتها، حيث يواجه العراق تحديات كبيرة تتمثل في الاقتصاد الريعي، البطالة المقنعة، والهدر المالي المستمر".
وأكد، على أن "العراق بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية عميقة تشمل تنويع الاقتصاد، تحسين كفاءة الإنفاق، ومكافحة الهدر المالي لضمان مستقبل اقتصادي مستدام"، مختتما بالقول: "العراق بحاجة إلى خمس كلمات هي: (حكومة مستقرة لتحسين إدارة التنمية)، وأي فقدان لأي كلمة في هذه العبارة سيؤدي إلى سقوط كل الجملة".
LF