تحيي تركيا، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الثانية للزلزال المروع الذي وقع في 6 شباط/فبراير 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 60 ألف شخص، بما في ذلك في سوريا المجاورة، وحول مدنا إلى أنقاض.
الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات ضرب جنوب شرق تركيا عند الساعة 04:17 صباحا (01:17 ت غ)، ما أسفر عن انهيار آلاف المباني، وتسبب في مقتل العديد من الأشخاص أثناء نومهم.
في ذكرى الحادث، تجمع أقارب الضحايا والناجون في مدن تضررت بشدة مثل أديامان وأنطاكية لإحياء ذكرى تلك الدقائق الرهيبة.
وقالت أمينة البيرق، إحدى المشاركات في المسيرة بمدينة أنطاكية، "مر عامان لكن المشاعر ما زالت كما هي، نعيشها كما في اليوم الأول"، مضيفة، خميسة باغريانيك، "أشعر بأنني غريبة في مدينتي، فقد دمرت بالكامل ولا أستطيع التعرف على شيء".
في المقابل، اندلعت حوادث في مدينة أنطاكية عندما منعت الحشود من التقدم نحو وسط المدينة بحواجز للشرطة، ما دفع البعض إلى الهتاف مطالبين باستقالة الحكومة.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي وصف الزلزال ب"كارثة القرن"، مواطنيه إلى التحلي بالصبر في رسالة نشرها على منصة إكس عند الساعة 04:17 صباحا، ذكرى وقوع الزلزال، مؤكدا، على أن "الحكومة ستواصل العمل لاستعادة مدننا بالكامل مع الكثير من الجهد والإرادة الفولاذية".
وفيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، أكدت وزارة التخطيط الحضري أنه تم تسليم حوالي 201,500 وحدة سكنية جديدة في المناطق المتضررة، مع المزيد من الوحدات المنتظر تسليمها بحلول نهاية العام، لكن، لا يزال حوالي 670,000 شخص يعيشون في حاويات ويترقبون الانتقال إلى شقق جديدة.
من ناحية أخرى، تستمر المحاكمات القضائية المتعلقة بالزلزال، حيث تم الحكم بالسجن على 189 شخصا بسبب "الإهمال" في بناء المباني، ويجري حاليا 1342 محاكمة تشمل 1850 متهما.
ورغم التقدم في إعادة البناء، تواصل المعارضة التركية انتقاد الحكومة لعدم الوفاء بوعودها، لا سيما وعدها بإعادة بناء 300,000 مسكن في عام واحد، وهو ما لم يتحقق.
في ظل هذه الذكرى الأليمة، يظل الخوف من الزلازل المستقبلية يلوح في الأفق، حيث حذر وزير التخطيط الحضري من أن إسطنبول، التي تقع بالقرب من صدع شمال الأناضول، قد تكون غير قادرة على مقاومة زلزال قوي، مشيرا إلى أن العديد من المباني في المدينة لا تلتزم بمعايير السلامة ضد الزلازل.
LF