في تصعيد كبير للصراع في شمال غرب سوريا، سيطرت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على العديد من المواقع الاستراتيجية في إدلب وحلب، في سلسلة من الهجمات التي بدأت يوم الأربعاء (27 نوفمبر 2024) ولا تزال مستمرة.
ويعكس هذا التقدم السريع ضعف القوات المدعومة من إيران في المنطقة وتطورات ميدانية مهمة قد تؤثر على توازن القوى في سوريا.
- سيطرة على مطار أبو الضهور:
يوم السبت (30 نوفمبر 2024)، أعلنت فصائل هيئة تحرير الشام سيطرتها على مطار أبو الضهور العسكري شرقي إدلب، كما سيطرت الفصائل على بلدة معصران شرقي إدلب، بالإضافة إلى القاعدة الروسية التي انسحبت منها القوات الروسية في وقت سابق يوم الجمعة.
- معركة مستمرة في ريف إدلب:
منذ بداية العملية في ريفي إدلب وحلب، سجلت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين نحو 301 قتيل، وذلك بعد أربعة أيام من المواجهات العنيفة في مناطق عدة.
- سيطرة على قرى استراتيجية:
سيطرت الفصائل المسلحة على عدد من القرى في شرق إدلب، بما في ذلك قرى الشيخ إدريس والريان وتل دبس والكنايس. هذه المناطق كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.
- سيطرة على 75% من أحياء حلب:
في تطور مفاجئ، تمكنت فصائل هيئة تحرير الشام من السيطرة على 75% من أحياء مدينة حلب، مما فرض حظر تجوال مسائي على السكان. وقد أعلنت الفصائل أن حلب ستتبع إداريا لحكومة الإنقاذ التابعة للجولاني، التي تدير إدلب وريفها.
- حركة الفصائل في المدينة:
بعد سيطرتها على الأحياء الغربية من المدينة، تقدمت الفصائل المسلحة نحو الأحياء الشرقية؛ تم تسجيل اشتباكات متقطعة في الأحياء الشرقية، وسط تأكيدات بأن الفصائل سيطرت على قلعة حلب التاريخية، كما أغلقت القوات السيطرة على مطار حلب الدولي وأوقفت جميع الرحلات الجوية.
- تأثير غياب القوات المدعومة من إيران:
تحدث مصطفى عبد الجابر، أحد قادة الفصائل المعارضة، عن أن التقدم السريع يرجع إلى ضعف تواجد القوات المدعومة من إيران في محافظة حلب، ما سمح للفصائل المسلحة بتوسيع سيطرتها بسرعة.
الاستراتيجية العسكرية والأسباب وراء التقدم السريع
- يعتبر التقدم السريع للفصائل المسلحة في مناطق إدلب وحلب، خاصة بعد انسحاب القوات الروسية من بعض المواقع، نتيجة للتكتيك العسكري المدروس واستغلال الثغرات في الدفاعات العسكرية للنظام السوري، يضاف إلى ذلك الضعف الملحوظ في القوات المدعومة من إيران التي كانت تساند قوات النظام السوري في المنطقة.
- كما أن غياب المقاومة الفعالة من جانب الجيش السوري أو القوات الموالية له في كثير من المناطق ساهم في تسريع تقدم الفصائل المسلحة. وبدوره، هذا جعلها تستولي على المزيد من الأراضي دون أي مقاومة كبيرة.
التاريخ العسكري في المنطقة
- كانت مدينة حلب قد استعادت سيطرة الجيش السوري في أواخر عام 2016، بعد معركة شرسة بدعم من روسيا وإيران. شهدت المدينة وقتها حصارا طويلا من قبل قوات المعارضة، وتسببت معركة حلب في قلب دفة الأمور لصالح النظام السوري.
لكن الآن، وعلى الرغم من تقدم الجيش السوري وحلفائه، يبدو أن الفصائل المسلحة قد استطاعت استعادة بعض المناطق الإستراتيجية، وهو ما يعكس التغييرات الحاصلة في موازين القوى العسكرية في المنطقة.
- تشير التقارير إلى أن حصيلة القتلى في العمليات العسكرية في ريفي إدلب وحلب ارتفعت إلى 301 قتيل منذ بداية الاشتباكات في 27 نوفمبر، يشمل هذا العدد العسكريين والمدنيين من كلا الطرفين، مما يسلط الضوء على تعقيد الوضع الإنساني في هذه المنطقة المتأزمة.
يشير الوضع العسكري في إدلب وحلب إلى تصعيد كبير في الصراع السوري، مع تقدم مستمر من قبل الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام.
في حين يواصل النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، محاولات استعادة السيطرة، لكن يبدو أن الوضع الميداني سيظل متأثرا بالتغيرات السريعة والغير متوقعة على الأرض.
وسيتعين على الأطراف الدولية المعنية التفاعل مع هذه التطورات، مع العلم أن الوضع لا يزال هشا، ويشمل تهديدات كبيرة على المستويين العسكري والإنساني في سوريا.
LF