أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، اليوم الأربعاء، أن الحكومة العراقية كانت تدرك منذ البداية أن تصاعد أحداث حرب غزة يشبه كرة ثلج متدحرجة، قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
وأوضح أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اتخذ خطوات جادة وسريعة، تضمنت تصريحات وتحذيرات مباشرة، بالتزامن مع خطة سياسية ودبلوماسية مدروسة لتجنب أي سيناريو يضع العراق في موقع المعركة أو يجعله طرفا فيها.
وقال العوادي، في تصريح للوكالة الرسمية، تابعه NRT عربية، إن "رئيس الوزراء نجح خلال ال13 شهرا الماضية في حماية العراق من أن يكون هدفا عسكريا، رغم تزايد التهديدات في الفترة الأخيرة." وأضاف أن "رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي، في خطابه أمام الجمعية العمومية، أشار بوضوح إلى العراق كجزء من ما سماه محور اللعنة، ما يعكس نواياه العدائية تجاه البلاد."
وأشار العوادي إلى أن "رسالة وزير الخارجية الاسرائيلي إلى الأمم المتحدة، التي استندت إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بحجة الدفاع عن النفس، كانت بمثابة إعلان نوايا لهجمات قريبة، إلا أن المناورات السياسية والدبلوماسية العراقية حالت دون تنفيذ هذه التهديدات حتى الآن."
العراق يرفض الذرائع العدوانية
وأكد العوادي رفض العراق لهذه الادعاءات، واعتبرها ذرائع لتبرير اعتداءات مخططة تهدف إلى توسيع الصراع، مشددا على التزام العراق بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح أن "قرار السلم والحرب هو من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، وفقا للدستور والقوانين النافذة، وأن الحكومة مستمرة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية كذريعة لأي عدوان."
ثلاثة مسارات لتحصين العراق
أوضح المتحدث أن مجلس الأمن الوطني قسم خططه إلى ثلاثة مسارات رئيسية:
المسار الدولي:
1. رفع شكوتين لمجلس الأمن ضد اسرائيل في أغسطس وأكتوبر 2024، مع استمرار متابعة العراق لهذه القضايا.
2. المطالبة بقرار أممي تحت البند السابع لإيقاف إطلاق النار فورا ومنع أي طرف من التصعيد.
3. التواصل مع الولايات المتحدة لدعم جهود العراق الدفاعية، استنادا إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي.
4. تعزيز العلاقات مع أصدقاء العراق في التحالف الدولي للضغط على الكيان الإسرائيلي.
المسار الإقليمي:
- تنشيط الدبلوماسية الإقليمية من خلال وزارة الخارجية، وحث الدول العربية على اتخاذ مواقف حازمة وعملية وفقا لقرارات الجامعة العربية.
المسار الأمني الداخلي:
1. تجهيز القوات المسلحة بكل الإمكانيات اللازمة لمواجهة أي هجوم محتمل.
2. تعزيز قدرات الدفاع الجوي لحماية الأجواء العراقية ومنع أي خروقات.
3. زيادة قوات حرس الحدود في المنطقة الغربية لضمان أمن الحدود.
4. تعزيز جهود الاستخبارات العسكرية في الرصد والتحليل المستمر وتقديم تقارير يومية.
5. رفع درجة التأهب بين القيادات العسكرية والأمنية في جميع المحافظات لضمان تنفيذ الأوامر بدقة.
استعداد شامل لمواجهة التحديات
اختتم العوادي تصريحه بالتأكيد على أن العراق سيواصل العمل على كل المستويات الدولية والإقليمية والداخلية لضمان أمنه وسيادته، ولإحباط أي مخططات تستهدف استقراره.
SM