يحاول قلب أصالة نصري أن يستريح، فتباغته أحماله. مثقل هذا القلب، لا يكف عن إطلاق الآهات. دق وقال: وجدت في فائق حسن ما يهدئ القلق.
واشتد الخفقان فارتبط الزوجان. أصالة مطاردة ماهرة لسعادة مفقودة، سريعة التلاشي كذرات غبار. تلمحها مرة في رجل ومرة في عائلة، ثم تفقدها من داخلها. المعضلة، هو الداخل الممزق كشراع صياد متقاعد. تحاول أن تروي له حكاية قبل النوم عله يكف عن تعكير صفاء أحلامها. لكنه توقف منذ زمن عن تصديق الخرافة. اليوم، يهتف لرجل تقول أصالة إنه يجعلها تشعر بخير.
زواج آخر ومطاردة أخرى لهناء يلعبها لعبة القط والفأر. هي تعدو وراءه وهو يختبئ منها. وأخيرا، تمسك به.
يعرف الجميع عن الشاعر العراقي فائق حسن أنه مدير أعمال الفنان ماجد المهندس، وتعرف هي عنه أنه الأقرب إلى نفسها.
صنف أصالة لا يبقي المكنونات في الأعماق. إن تألمت تكلمت. تسعى دائما خلف طبيب يداوي روحها الهشة. هذا الطبيب هو البوح. تدرك وقع لمساته على مزاجها، فهي حين تخرج بعض ما يتراكم، تستريح الأعماق. تتحسن. تضيء.
تلبس الأبيض، يلبس الجلباب، ويشبكان الأيدي: «نبدأ كأننا نولد للتو». تحتاج أصالة إلى الثقة. إلى «الكثير من الثقة». تحتاج إلى «كل شيء مشترك بيننا، وعلاقتنا المبنية على صداقتنا المتينة وعلى الحب الصادق».
طلاقان يتركان ثقوبا لم يقو الوقت على ردمها. تتبادل العهود مع الزوج الجديد، وتتوجه إليه بما هي في أمس الحاجة للإحساس به: «أعلم أنك تبادلني الشعور نفسه». أتعبتها المشاعر المنافقة والعسل الممزوج بالسم. من كان ليصدق خبر طلاقها من المخرج طارق العريان. أظهرا حبا لا يهتز، فتزلزلت العمارة كاملة على رأسها. النهوض للكبار.
منذ أن قصت شعرها وهي تشاء تخفيف الحِمل. في الشجر روح لا تقتل، وإن تساقطت الأوراق على الأرض. يصفها الزوج بـ«الشخصية الحنون المفرطة في الحب حد الروعة"، وبأنها «هدية من السماء». رائع أن تسمع الأنثى من رجلها أنها «المرأة الحلم».
ورائع أن يبلسم الصدق قلباً فطره الحزن. «أعيش أياماً تمنيتموها لي".
12 عاما، استمر زواجها بطارق العريان، والد توأميها آدم وعلي. ود وحب وقبل في العلن، وفي الغرف المغلقة تنبعث رائحة خيانة. تجعل أصالة من ضبطه في سهرة مع عارضة أزياء قضية مشاعر عامة. لا تُبقي المرأة طابقا مستورا عندما يتعلق الأمر بكرامتها. «هذه أقسى صورة»، تصف الصدمة ولا تصدقها. إلى أن وقع الطلاق.
هل يشفى المرء من سكاكين القلب؟ على الأرجح، ليست أصالة من النوع السريع الشفاء. تميل أكثر إلى سرعة العطب.
يصبح الوقت ثقيلا، والطعنة تتنزه من دون رحمة. لم تحسم صاحبة «يا مجنون مش أنا ليلى» ما تردد عن زواج ثالث بعد أيمن الذهبي والد ابنها خالد وابنتها شام؛ وطارق العريان. طلبت من جمهورها استقاء الخبر منها، حين تناقلت الألسن ارتباطها ببرلماني مصري. ووفت، بإعلانها رسمياً زواجها الثالث من ابن العراق. «أصبحت كنتكم»، تمازح العراقيين. «سأسعى لإسعادك ما حييت»، تعاهد حبيب القلب.
تظهر المرأة صلابة تخفي وراءها منتهى الانكسار. وتدعي قدرة على تحمل وحدتها، وهي تعلم فداحة الأثمان. تتزوج أصالة بعد الخمسين لأن الرواسب مؤلمة والوجع والهم يلتهمان الإنسان. تريد لها شَعراً ينمو من جديد وروحاً لا تشيخ. تقول ردا على إطراء شقيقها أنس نصري بعد الشعر الجريء ولونه الأصفر: «الروح الجديدة سأتمسك بها حتى اليوم الأخير من عمري. روح تحب الحياة. شَعر جديد وعمر جديد».
هذا بالضبط ما يؤرق المرأة ويفقدها قدرتها على المداراة: العيش بروح عتيقة، لا تتجدد، لا تتفاعل، لا تشعر، لا تعشق، لا تهب فيها نسائم الجنون. تعقد أصالة بزواجها الجديد هدنة مع العمر. كأنه يمد لها يده ويتم الصلح. وهو نوع من سند الحياة، يجعلها أكثر متانة حين يشتد العصف.
تتعلم الدرس مع الوقت: لا بد من ضبط الانجراف خلف العواطف المفرطة وتفادي شخصنة المسائل.
كان ذلك ليوفر عليها كتابة «بوست» اعتذار علني لأنغام لإنهاء خلاف امتد لنحو السنتين. حبها لطارق العريان دفعها إلى التحول طرفاً في معاركه. لم «تغفر» لصديقتها المطربة المصرية زواجها من الموزع الموسيقي أحمد إبراهيم، الزوج السابق لياسمين عيسى، قريبة العريان.
اتخذت موقفا شخصيا أغضب الصديقة وحرك إحساسها بالخذلان. وذهبت بعيدا حين تحدثت عن «غدر» و«خراب بيوت». ماذا كسبت؟ طلاق من العريان وزعل مع أنغام برغم قبولها اعتذارها. لم تعد ترد على رسائل «واتساب» وسلسلة الاتصالات. الجراح أحيانا تتفوق على الصفح.
مبروك لأصالة الشجاعة في قصة شعرها واعتذاراتها وتراجعها عن أخطائها. الجميع يخطئون، والقلة يطلبون السماح حين تؤلمهم عواقب الأخطاء. مرات أساءت التقدير واندفعت بعاطفة زائدة خلف انزلاقات أمكن تفاديها. «هو واضح وأنا عفوية»، تقول في مغازلة الزوج. أتعبتها عفويتها، وقلبها المحتاج للحب. آن لها أن تستريح.